يلعب الهلال غداً مع الوحدة على نهائي كأس ولي العهد، وأعتقد أن المباراة لن تكون سهلة على الهلال إلا إذا أدرك لاعبوه صعوبتها!!.. فالترشيحات التي زفت الهلال للقب فور تأهل الوحدة للنهائي، تهدف كلها لتخدير الأزرق ورمي الورقة الأخيرة في سبيل إيقافه عن زحفه المتواصل نحو الألقاب حتى أصبح منافسوه يقتربون منه خطوة، فيبتعد عنهم عشراً، والترشيحات التي ذهبت للتأكيد على أن الهلال هو البطل المتوج تهدف للتقليل من شأن الفوز إذا تحقق، لكنها أشياء لا تعني شيئاً للهلال الذي لا يعرف إلا المنصات، أما محاولات التقليل منه، فليس من ضمن قواميسه الرد عليها ولا حتى الالتفات لها، وهو ما صيّره بطلاً لا منافس له، وجعله فريقاً لا ينافس إلا نفسه، وخلق منه إمبراطورية لا تغيب عنها هي الأخرى الشمس.
أما الوحدة فيأتي للمباراة بعد أن رمى كل أوراقه واهتماماته جانباً وتفرغ بكل عدته وعتاده للمباراة الحلم التي انتظرها عشاقه طويلاً، والوحداويون جعلوا من النهائي كل اهتمامهم -ولا يلامون على كل حال- لدرجة أنهم نسوا موقع فريقهم في دوري زين وأنه بات أحد المهددين بالسقوط لدوري الأولى، وفي حال خسر الفريق غداً، فسيكون كمن فقد عنب اليمن ولم يطل بلح الشام.
فنيّاً... لا مجال للمقارنة بين متصدر الدوري وأحد أفضل فرق القارة الصفراء، وبين الوحدة، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بما يحدث خلال تسعون دقيقة، ومن يدري فربما فعل الوحدة ما لم يفعله غيره، ونجح في إسقاط الهلال وحقق المفاجأة.. أما إذا فاز الهلال.. فلا جديد.. وسيكون اللقب رقماً جديداً يضاف للخمسين لقباً السابقة.. والتي بدأ رقم الآحاد فيها ترتيباته لتغيير جديد.. ومعتاد، وفي موعده السنوي.
ماذا فعل الكثيري بالعالمي؟
- ما الذي فعله الحكم سعد الكثيري بالعالمي؟
أصدرت إدارة النصر بياناً عاجلاً بعد تعادل فريقها مع الأهلي دار الحديث فيه عن الكثيري وقراراته التي يقال إنها أجحفت بحق الأصفر، وسلبته فوزاً كان في متناول اليد، وحرمته من العودة إلى دائرة الانتصارات من جديد، وبعيداً عن الخوض عن صحة قرارات الحكم من عدمها إلا أن البيان صدر بعد أن تعرض العالمي لأخطاء تحكيمية ربما لم يتعود عليها النصراويون، ومن الكثيري الذي يتذكر الجميع ضربة الجزاء الشهيرة التي احتسبها للنصر أمام الهلال بعد سقوط الشهراني!! أما مطالبة الحكم بالاعتذار كما فعل للهلال، فقد تؤكد قناعة النصراويين بعدم صحة بلنتي الواير لس الشهير.
- البيان الذي أصدره النصر يشي على نحو أو آخر بأن الاحتجاجات السابقة ضد التحكيم لم تكن حقيقية، وأنها لم تكن ردة فعل لأخطاء واقعية ومشاهدة، وأن الأخطاء الحقيقة اضطرت النصر لإصدار بيان عاجل للتصدي لها، وهنا أتوقع أن لا يكون البيان عادة مثل التصاريح التي تلي المباريات، بل قد يصبح تكتيكاً جديداً يصدر عند اللزوم فقط، إضافة إلى أن البيان يصدر قبل مباراة الهلال في الدوري المحلي وهي المباراة التي تعطي للعالمي الكثير والكثير جداً، وربما فات على من حرره أن الديربي سيكون بصافرة أجنبية لن تؤثر فيها لغة الاحتجاجات ولا البيانات.
كيف يستفيد النصر من الدرس؟
هذا من جانب.. أما من الجانب الآخر فأتمنى أن يستفيد النصراويون من جارهم الهلال في كيفية التصدي لأخطاء الحكام والتعود عليها والقدرة على تجاوزها كيفما بلغت وإلى أين وصلت..
ففي هذا الموسم تواصلت الأخطاء التحكيمية ضد الهلال إن من الصافرة المحلية أو الأجنبية وسلبته كثيراً من حقوقه وفي مختلف المسابقات، لكن الجسد الأزرق الصلد لم يهتز بل أصبحت لديه مناعة قوية ضد هذه الأخطاء فواصل انتصاراته، فوصل إلى النهائي وبات قريباً من لقب الدوري... وأعتقد أن المجال هنا ليس مجال سرد الأخطاء التحكيمية.. لكن ما حدث في مباريات مثل مواجهات الأهلي في الدوري والكأس والنصر في الكأس والاتحاد والاتفاق والتعاون في الدوري كلها تكشف ما يواجه الهلال وكيف يواجهه الهلال، وكم أتمنى لو عمل النصراويون على هذا الأساس، فالأخطاء التحكمية لن تتوقف... والفريق القوي والمنافس هو من يعمل على تجاوزها والمنافسين، دون إصدار بيانات عاجلة مع أول خطأ يتعرض له الفريق.
مراحل.. مراحل
- كلما فاز الهلال تحدثوا عن الحظ وعن ضعف الدوري والمنافسين.. هل نقول مثلاً إنه حظ الهلال أن يلعب مع مثل هذه الفرق؟
- إذا كان الدوري ضعيفاً فكيف يتحدثون عن قوة فرقهم ويتباكون عندما تخسر؟
- من يعير الهلال ببطولاته المحلية هو مثل الذي (ما لقى في الورد عيب قال: يا أحمر الخدين).
- يتحدثون عن ضعف بطولات الهلال وهم (يحلمون) بالفوز عليه (حلماً).
- الأموال التي دخلت خزائن الأندية بعد الدعم الملكي الكريم يجب أن تذهب إلى مصارف وجيهة وبما يحقق أهداف الأندية، ويساعد على تطوير ألعابها، لاسيما في الأندية الصغيرة، بدلاً من صرف مبالغ على بنود لا تحقق أيّ هدف مثل (ترميم سور) أو تعديل (حيطة مايله).
- الفرص التي حصل عليها حارس الهلال الشمري تؤكد أهمية استمراره مع الفريق وعدم وجاهة التفريط فيه لاسيما في ظل عدم وجود البديل الحقيقي والمقنع للعتيبي.
- المركز الأخير في اللعب النظيف، وكوم بطاقات ملونة في كل مباراة... ولا تعليق.
- الأرقام كشفت حقيقة الجماهيرية.. وقالت ما قاله غيرها من قبل: الهلال أولاً والبقية تأتي.
- الشعبية تتناسب طردياً مع البطولات... إذا زادت البطولات والألقاب زادت الجماهير.. والعكس بالعكس.
- يعني بعد كم سنة يمكن نشوف بعض الفرق (اللي نست طريق المنصات) بلا جماهير.