|
صحف - فاطمة الرومي:
يجد الطب الشعبي أو التداوي بالأعشاب رواجا في هذه الأيام خصوصا في الأوساط النسائية حتى أصبح هناك من يدعي أن لديه علاجاً لكل الحالات حتى المستعصية منها، بينما هو في الواقع قد يكون سبباً في تفشي أمراض هم في غنى عنها.
ولسبر أغوار هذا العالم أجرت (صحف) هذا التحقيق.
استغلال
المعالجة أم عبد الله تقول: أمضيت عمراً في ممارسة هذه المهنة وشفي على يدي بفضل الله كثير من الحالات ما بين نساء وأطفال، وحول أسعار الكشف وكيفيته بما أنها تلتقي المرضى في سوق شعبي قالت: في الماضي كنا نخصص مكانا للكشف ولكن البلدية منعت ذلك فأصبح المرضى يأتون إلى هنا لأخذ المواعيد حيث خصصت غرفة للكشف في منزلي والكشف مجانا وإنما أتقاضى المال مقابل العلاج والتدليك إذا استدعى الأمر.
وعن الأعشاب التي تستعملها النساء في فترة النفاس وأسعارها الخيالية تقول أم عبدالله: بعضهم يبالغ في أسعار تلك الأعشاب ويبالغ في وصف فوائدها، وأغلب النساء يصدقن ذلك ويسعين للحصول عليها حتى لو كلفها ذلك الكثير، والحقيقة أنها كلها أعشاب تخلط بطريقة ومقادير معينة ولها فوائد طبيعية، وأنا لا أحب أكل مال الناس بالباطل لذلك فسعرها عندي عادة لا يتجاوز 80 ريالا وهي لا تختلف عن تلك التي يبيعها البعض بـ800 أو1500 ريال، وعلى السيدة أن تعرف أنها مجرد أدوية مساعدة ولكن الأهم منها هو نوعية غذاء السيدة في فترة النفاس وأمور أخرى عادة ما ننصح السيدة بالحرص عليها.
وبسؤالنا لها حول أبرز الحالات التي عالجتها قالت: تمكنت بحول الله من علاج بعض السيدات اللاتي حرمن الحمل لفترات طويلة وفقدن الأمل في علاج الأطباء ومنهن سيدات أمضين 10 إلى 18سنة يسافرن إلى كل مكان ويجربن كل طريقة ومن ذلك بعض الحالات التي قال لها الأطباء لقد استنفدنا كل الوسائل دون فائدة وبعد مراجعتي كتب الله لهن الذرية وقد جاءني دكتور قبل سنتين من مستشفى الحرس الوطني إلى هنا في سوق النساء ليسألني كيف عالجت تلك الحالات التي يأسوا من علاجها فذكرت له أن لنا طريقة معينة في تدليك البطن بزيت الزيتون وأريته بعض الأعشاب التي أستخدمها فخرج من عندي وهو يسبح الله متعجبا.
حالات متنوعة
أما المعالجة أم بندر فبدأت حديثها قائلة: لن أدعي أنني درست هذه المهنة لكنني ورثتها عن أمي وأمي ورثتها بدورها عن أمها وقد أمضيت 17 عاماً أعمل في هذه المهنة، وحول الحالات المرضية التي تأتي إليها تقول: 99% يأتون طلباً للإنجاب رجالاً ونساء وقد عالجت بعض حالات العقم لدى الرجال ولله الحمد، وما نحن إلا أسباب فالله الشافي.
وتضيف أم بندر: أتذكر سيدة أتتني بعد أن طرقت أبواب العلاج في كل مكان ولم تترك سببا إلا فعلته ولكن الله لم يكتب لها الحمل فجاءت إلي يقودها الأمل ويحاصرها الخوف، فهي في الخامسة والأربعين من العمر، وتسألني: هل هناك أمل في حملي وأنا في سن اليأس؟ فأجبتها بأن لا يأس من رحمة الله لكن فترة العلاج قد تطول ثم فحصتها وأعطيتها بعض الأدوية وكانت المفاجأة أن الله خيب ظني فبعد مضي فترة بسيطة بشرتني بحملها، وتضيف قائلة: هناك أيضا مشاكل البنات فكثير ما تأتي إلي الأم شاكية من سوء حال ابنتها سواء من الناحية الصحية أو النفسية خصوصا قبل أو أثناء فترة الدورة الشهرية، وهناك من تشكو من شدة النزف في هذه الفترة ولم ينفع معها الطب الحديث والعقاقير الطبية وغير ذلك والحمد لله، فقد كتب الله الشفاء لأغلب تلك الحالات باتباع حمية غذائية معينة مع أن أغلبهن استغربن هذه الوصفة، ولكن في النهاية بهرتهن النتائج، وتضيف أم بندر: ذات مرة عاتبني أحد الأطباء لأنني دائما أوصي الفتيات والسيدات بعدم الاستحمام بكثرة أثناء فترة النفاس أو الدورة الشهرية لما لها من أضرار على رحم المرأة، وبعد فترة من الزمان أثبتت دراسة بريطانية صدق قولي فاتصلت به لأخبره فاعترف بأنني كسبت الرهان. وحول أسعار الكشف والعلاج لديها تقول: بالنسبة للنساء سعر الكورس بحدود 850 ريالاً، أما بالنسبة للرجال فهو مختلف حيث يتراوح بين 1500و3500 ريال للكورس الواحد، أما الكشف فهو مجاني.
تجارب مأساوية
أم مشاري (سيدة سبعينية) تقول: ذكر لي أن هناك سيدة لديها وصفة تخلص من مرض السكر خلال 40 يوماً ففرحت وذهبت إليها واستخدمتها كما قالت لي وتركت حبوب السكر وكنت أشعر ببعض الآلام في بطني ولكنني تحملت وحاولت إكمال المدة المطلوبة وبعد مضي 20 يوماً وجدت نفسي في المستشفى فقد كدت أن أفقد حياتي بسبب هذه الوصفة، ولكن الله لطف فعدت إلى بيتي بقرحة المعدة وإبر الأنسولين والحمد لله على كل حال لكني لم أعد أستخدم أي أعشاب بعد ذلك على الإطلاق.
أم محمد (ربة بيت) تقول: لي عدة تجارب مع المعالجات الشعبيات خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الحمل وأمراض النساء وكانت المرة الأخيرة قبل سنتين حيث أصبت بهبوط في الرحم وبعد تشخيص الحالة قرر الطبيب إجراء عملية جراحية لي لكن البعض نصحوني بالذهاب إلى معالجة شعبية لها خبرة في علاج مثل حالتي وبالفعل ذهبت إليها وبدأت جلسات العلاج والحمد لله بعد 3 جلسات عادت الأمور إلى طبيعتها وذهبت إلى موعدي في المستشفى فأخبرتني الطبيبة بأن وضع الرحم طبيعي ولا يحتاج إلى إجراء أي عملية وكل ما أحتاج إليه هو الراحة فقط لبضعة أسابيع وقد أنجبت بعدها مولوداً وبشكل طبيعي وليس لي أي تجارب سيئة مع المعالجات الشعبيات.
خديجة عبدالرحمن (معلمة سابقة) تقول: دائماً أحمد الله أنني خرجت من تلك التجارب بصحتي فقد خسرت أموالاً طائلة وأنا أنتقل من معالجة إلى أخرى بحثاً عن علاج للحمل لكنني لم أجنِ سوى المتاعب وتضيف خديجة: أنا سيدة مثقفة ومتعلمة ومع ذلك فكلما ذكروا لي معالجة أو علاجاً أسرعت إليها لا يهمني كم ستكلف ذلك في سبيل أن أحمل بطفل ففي المرة الأولى ذهبت إلى إحدى المعالجات وكانت لديها غرفة فيها رفوف وقد رصت كل رف على لون معين من العلب وما إن قلت لها إنني أبحث عن علاج للحمل حتى حملت كيساً وأخذت من كل رف علبة وضعتها فيه وقالت هذا دواك فرفضت أخذه لأنها لا تعرف ما المشكلة أساساً وخرجت.
وذهبت إلى أخرى ولكم أن تتخيلوا شكل المكان الذي تستقبل فيه المرضى فهو بيت شعبي قذر الحشرات تنتشر في زواياه والغبار يغطي كل شيء وهي لا تسكن فيه بل تسكن في فيلا في شمال الرياض وهذا البيت تستقبل فيه زبائنها فقط ومع كل ذلك فربما لن تصدقوا إذا قلت لكم إنني تناولت ما وصفته لي كارهه أملاً في الحمل فالغريق يتعلق بقشة كما يقولون، ولم أحصل على أي نتيجة فذهبت إلى معالجة ثالثة بـ500 ريال، أعطتني تحاميل ومسحوقاً يخلط بكأس من حليب وقارورة فيها سائل أخضر اللون لا أعرف ما هو فتخوفت من استعماله وبدأت باستعمال التحاميل قبل النوم لأصحو من نومي بعد ساعات من شدة الألم في منطقة البطن فقد سببت لي تلك التحاميل التهابات لزمني وقت لمعالجتها.
وتضيف خديجة عبد الرحمن: هناك أيضا قصة أخرى لجارتنا حيث ذهبت لطبيب شعبي مشهور فأعطاها علاجاً للسكر وبدأت باستخدامه فأصبحت تنتابها بعض الآلام المبرحة وبعد اشتداد الآلام عليها ذهبت إلى الطبيب ليخبرها بكل أسف أنها مصابة بفشل كلوي مع أنها لم تكن لديها أي أعراض قبل تناول تلك الأعشاب وقد رفعوا عدة قضايا على ذلك الطبيب الشعبي ولكنهم لم يخرجوا بأي نتيجة لذا فقد فوضت أمرها لله.
"نقلاً عن صحف"