ستشهد الساحة التشكيلية خلال الأيام القادمة تجربة أخرى مهمة في جانب ثقافة الترشح والتصويت لمجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الجديد، نأمل ألا تختلط فيها رغبات الجهل والميل (للقبيلة أو الحزب) التي تمثلها (الجماعات التشكيلية) أو العاطفة وتمثلها الصداقات والمحاباة، وبين اختيار الأفضل لئلا يضيع صيد التشكيليين المتمثل في (جمعيتهم) في العجاج الذي نتج من انشغال البعض في اجترار أحاديث واتهامات لا طائل منها لم تترك الجمعية على حال أو هدوء بال منذ انطلاقتها وترشيح مجلس إدارتها التأسيسي الأول وهيئتها الإدارية، نتيجة الزوابع التي أثارها البعض، بافتعال قضايا وهمية اعتقد من (أيقظ نتائجها) أنهم حكام ومحكمون وقضاة ومنفذون للأحكام، عكروا بها صفو الساحة فأضاعوا النتيجة وخسروا الإعجاب وأصبحت الساحة بما أثاروه كعصف مأكول أو بقايا إعصار، لم تكن حصيلتهم منها إلا حصيلة حرب (دونكي شوت) مع الطواحين، منشغلين بهذا الفعل عن همّ الساحة الكبير المتمثل في لمّ الشمل وتقريب النفوس وإصلاح ذات البَيْن، ويرى كثير ممن سعوا لإيقاف تلك التصرفات ألا جدوى من التعامل مع هؤلاء، واكتشفوا أن هجومهم وتجريحهم طعن في الأفراد وليس انتقاداً للعمل أو المهام، وهنا تكمن المشكلة الأزلية المتمثلة في النظرة القاصرة تجاه الآخر من خلال غريزتَيْ (الحب أو الكراهية) مع ما كان يجب منهم في تقديم الثانية على الأولى بما يمكن القيام به من إصلاح أو توجيه أو تقويم مسار؛ لنجعل رؤية الإنجاز الجيد ومنحه الثناء تحفيزاً ودعماً لما بعده؛ لتأتي مرحلة المحاسبة بديلاً عن مجهرهم الباحث عن الأخطاء وتضخيمها وفضحها مهما كانت قليلة لا تُرى.
لهذا يجب تجاهل هذه الفئة التي تسعى لاصطياد الفرص المسيئة، المجبولين على هذا التوجه الذي لن يسلم منه القادمون للمجلس الجديد إن لم يكن لهم طرف فيه، لكننا لا نيأس من هدى من الله يشملنا جميعاً ونرى منهم موقفاً إيجابياً يدعم المرحلة القادمة..
أظن ذلك؛ فالبندقية العوجاء تصيب الهدف أحياناً..؟؟