مشكلة ازدحام الطرق والشوارع في المدن الكبرى ماتزال معضلة كبرى، فالإنسان يحتاج إلى ساعة تقريباً حتى يصل إلى عمله أو يعود إلى منزله، كما أن على الطالب أن يبكر بالخروج حتى يصل إلى جامعته أو إلى مدرسته في الوقت المحدد.
المشكلة نراها في الرياض وجدة والدمام والخبر ومكة المكرمة وحتى بريدة، جميع سكان هذه المدن يشتكون من زحمة شوارع المدن، فيما يتقاذف المسؤولون معالجة هذه المشكلة بعضهم على بعض، فالمرور يرميها على وزارة النقل، والنقل يتهم أمانات المدن الكبرى ودراساتها والمخططات الهندسية، والواقع أن كل هذه الجهات تتحمل جزءاً من المسؤولية، فالمرور يتحمل السكوت على وجود كل ما نراه من سيارات مستهلكة يقودها عمال وافدون، وهم الذين ما أن يحضر أحدهم للمملكة حتى يفكر باقتناء سيارة متهالكة تملأ الشوارع وتعيق الحركة لقدمها. أما وزارة النقل، فبالإضافة إلى تأخر تنفيذ مشاريع الطرق والمنافذ وتسهيل الحركة أيضاً هناك إهمال في تفعيل استثمار وسائل النقل المساندة؛ كحافلات نقل الركاب وقطارات المدن الداخلية «المترو» التي استفادت منها المدن في معالجة الاختناقات وآخرها مدينة «دبي».
أما أمانات المدن فهي الأخرى غرقت في فوضى توزيع المستويات؛ إذ تشتكي من عدم وضوح الرؤية في مسؤوليتها عن صيانة الطرق المحيطة بالمدن الكبرى، كما أنها تجدها فرصة فترمي المسؤولية على وزارة النقل كونها المسؤولة عن الطرق المحيطة التي تربط المدن.
المهم تداخل في المسؤوليات وعشوائيات، والجميع يتخلى عن إيجاد حل لهذه المشكلة التي يعاني منها سكان المدن الكبرى الذين سيظلون بانتظار تدخل الرجل الكبير الذي أصبح يعالج إخفاقات الآخرين، وبات المواطنون ينتظرون تدخله الذي سيجلب الحل.
JAZPING: 9999