باريس نجد دائماً تعشق التجديد والابتكار في كل المناشط الشعبية والعلمية والاجتماعية فمن مهرجان التمور السنوي وما يصاحبه من تراث في عالم النخيل إلى سوق المسوكف الشعبي ومهرجان الغضا الشتوي وكيف ينقلك إلى عالم الصحراء المصغر.. ومنذ أيام عنيزة فيحاء القصيم زفت عرساً ثقافياً جديداً بين نخيلها الخضراء ورمالها الذهبية إنه المهرجان الثقافي الثالث والذي ترعاه تلك الجمعية الخيرية الصالحية المباركة والتي أصبحت منارة للهداية الثقافية والأدبية ناهيك عن الأعباء الأخرى والمهمات الجسام فهي تقدم عسلاً مفيداً ولكن مختلف ألوانه وأشكاله، فيوم جميعه للفقراء والمساكين وآخر تطرح كل جديد من خلال الدورات واللقاءات والندوات.. وهي مكتبة مفتوحة لمن يريد البحث والاطلاع لأنها كنز ثقافي وخيري من خلال مركز بن صالح الاجتماعي.
وهذه التظاهرة الجديدة (المهرجان الثقافي) الذي أقيم منذ أيام هو امتداد لما سبقه في سنوات ماضية.. والمتصفح لبرنامج هذا اللقاء الثقافي يلحظ الجهد الكبير الذي بذل في اختيار المشاركين من أصحاب السعادة الأدباء والمفكرين وكذلك الموضوعات المطروحة والذي يشعرك أن هناك روحاًَ طموحة وغاية نبيلة ورؤية هادفة تلبي الرغبات وتصنع السعادة والفائدة وتشبع الحاجات الثقافية إلى حد كبير للحضور والمتابعين وتساهم في مزيد من الحراك الثقافي وهذا ليس بغريب على أبناء عنيزة لا سيما أن هذه المحافظة الجميلة أم الرجال والعلماء والمشايخ الفضلاء إلى جانب أنها ولادة لكوكبة من المفكرين والنقاد والأدباء والشعراء ولا زالت تفرز مواهب واعدة وليس المجال هنا لذكرهم أو حصرهم فهذا يحتاج إلى وقت آخر..
من الأعماق نقول شكراً لجميع القامات التي تدير هذه الجمعية الصالحية ابتداء من الهرم رئيس وأعضاء مجلس الإدارة إلى المدير العام وجميع العاملين في هذه القلعة الخيرية الحضارية الثقافية والشكر موصول إلى من كان له اليد الطولى في إنشاء وطرح هذا المشروع (مركز بن صالح الاجتماعي) والذي أصبح شجرة مباركة تؤتي أكلها كل حين، وكنت أتمنى أن يضاف إلى برنامج المهرجان فقرات لإلقاء نماذج من الشعر الفصيح والشعبي يتم اختيارهم من المواهب الواعدة ليكون تشجيعاً لهم وإضافة متعة سماعية وراحة وفاصل بين البرامج اليومية أو في نهاية كل جلسة، وقبل نهاية مشاعري هذه أرجو أن تسعى المحافظات الأخرى إلى ميلاد جمعيات ومراكز مماثلة حتى نساهم في الحراك الثقافي لا سيما أن وزارتنا الفاعلة وزارة الثقافة والإعلام ومن خلال إدارة الأندية الأدبية لم تفكر حتى الآن في افتتاح (فروع مصغرة) في بعض المحافظات للنوادي الأدبية في المناطق لذا نجد تلك المحافظات في جمود وسبات أدبي وثقافي، وكخطوة أولى.. نقل بعض الفعاليات في الأندية القائمة من وقت إلى آخر إلى المحافظات وأن تشمل الأدب الشعبي بألوانه وأطيافه حتى يجد الشباب متنفس لطاقاته وإبداعاته الأدبية بوجه عام والله الموفق.
- الرس
