كعادة أبناء المجمعة الكرام.. مدن وقرى وهجر في سيرتهم الذاتية.. يلتمّون في الأفراح والأتراح.. وتعج قريحتهم حينما تصول قواهم وتشتد سواعدهم تجاه من يبني ويؤسس على هدى من العلم والمعرفة.. ورفعة العلم الكبير..
جاءت جامعة المجمعة الناشئة بعد حلم فسره ملك صادق اسمه عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية.. وهو ينشر المعرفة العالية في محافظات المملكة.. منها جامعة المجمعة الفتية.. وقد تربعت الجامعة في حضن مبنى (جوهره أبو إسلام) أحمد حمد اليحى في مبناه الجديد لتحتضن الجامعة مرفأ العلم والمعرفة في موقع جميل لمدخل المدينة المتميز..
حفلت المجمعة بمدير الجامعة وزملائه قبل أيام في محفل مهيب ومتميز بالتنظيم الرائع والفقرات الجميلة والعشاء الكلاسيكي.. في مدينة الأمير سلمان الرياضة بالمجمعة.. في حين أنه لم يستغرب معالي الدكتور خالد بن سعد المقرن كما أباح لي.. بهذا الكرم الأصيل والحفاوة من الأهالي.. وهو يستحق أكثر من هذا.. كونه الرجل الأول في الجامعة.. اكتشفه الناس بتطوير منهج الجامعة العلمي وتفعيل كليات الجامعة منذ صدور القرار بتسميتها لتعمل كل كلية تحت مظلته في عدد من محافظات المجمعة كالزلفي والغاط ورماح.. والمراكز التابعة لها..
احتفى أهل المجمعة بمعالي الدكتور خالد بن سعد المقرن وزملائه وكيل الجامعة الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الحقيل المتمتع بالأخلاق الفاضلة والعمل الدؤوب ومسؤولي الجامعة الفضلاء من عمداء ومديري عموم وأعضاء هيئة التدريس ومنسوبيها.. على اعتبار أن هذا واجب يمليه عليهم التصنيف الاجتماعي.. فاكتمل التشريف الكبير بحضور سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود محافظ المجمعة الداعم الأول والسند الكبير لمثل هذه الواجبات.. الذي يحرص حفظه الله على تفعيل المنطق وسمو الكلمة..
هنا.. اكتمل التزيين الجميل بحضور محافظ الغاظ الأستاذ عبدالله السديري ومحافظ الزلفي الأستاذ زيد الحسين.. المتمتعين أخلاقاً وأدباً.. وهما يمتلكان صفة الجزالة في أدب التعامل..
هنا مرة ثانية.. أدخل في عمق الجامعة أكاديمياً.. وأتصور خيالات الواقع الجميل حينما استعرض هدي المقرن خالد (المتحمس قوة) لشعوره وإحساسة المنجضّ بكوادر استقطبهم ليكونوا خير سند له في هذه الأمانة الملقاة على عاتقه.. وهو الطامح الواضح بالوصول بالجامعة إلى مهيب سمعة الجامعات دولياً في العلم والبحث العلمي والأكاديمي..
صحيح أن د. المقرن يتضح مبتغاه الجميل من أيدلوجية حديثة وتمزيجه بالواقع الناجم حوله.. فهو الذي غزا أستراليا وأمريكا وعدد من الدول الأوربية لكي يستنير بعلم جامعاتها إلى جامعة المجمعة الطامحة.. وقد نجح إلى حد كبير..
الدكتور المقرن سعى منذ الوهلة الأولى إلى تهيئة كوادر علمية وإدارية وأكاديمية رغم الشح الكبير في مثل إيجاد هذه النوعية من المتميزين كالدكتور محمد العثمان الركبان الطبيب المتميز والخبرة الناجعة وزملائه العمداء الأكارم.. حتى وإن كانوا من أهل المدينة ممن استقروا في حياتهم الأسرية.. لكنه تجاوز (اللمم) والمنغصات الواقعية باستقطابهم إلى تحقيق الأهداف.. بعيداً عن التسويف أو الترائي.. دام عزك يا وطن..
هنا.. تعمقت الجامعة طبياً وهندسياً وتخطيطاً.. وهي تفعل الكليات بما يزيد عن عشرين عميد كلية.. وأصبح وهجها متسيد الأجواء.. فأوجد اتفاقيات تعاون دولية.. وفعل مشاركات الجامعة محفلياً.. آخرها في أمريكا حينما استحوذ جناح المجمعة فيها بزيارة وزير التعليم العالي والسفير الجبير وإعجابهم بالمشاركة الجميلة العلمية رغم بزوغ فجرها الجديد..
استحدثت الجامعة مستشفى متنقلاً بعربة كبيرة ذات مواصفات عالية الجودة فيها عيادات الأسنان وأخرى منوعة تجوب قرى وهجر المجمعة لم أتشرف بالدخول في تلك العربة بعد، لكنها نالت استحسان مدير عام الشؤون الصحية بالرياض الدكتور العبدالكريم الذي كان يصور بجواله الشخصي محتويات العربة..
الجامعة ستضم قريباً مستشفى جامعياً متخصصاً بمواصفات عالية الجودة.. ليدفئ فيه فكر طلبة وطالبات كليات الطب والتمريض بفكر أكاديمي كبير..
ولن أتوقف عن نقل مسيرة الإعجاب حينما أشاد معالي مدير جامعة الملك سعود د. عبدالله العثمان بأطر تفعيلات اكدمّية الجامعة بفضل الفكر الجميل والمميز لرجل جامعة المجمعة الأول (المقرن).. ولا عتب في هذا، فهو واقع سطره العثمان تجاه المقرن! على أساس من الأساليب العلمية الناجعة تجاه زج الجامعة في محور التقدم العالمي لبناء عقول شابة متميزة بالعلم المتطور.. نهجه مدير الجامعة ومسؤولوها..
هذه الجامعة تعمقت لتسمو بفكر عميق.. وهو العمل بصمت تجاه الطلبة والطالبات.. فأخذت القوارير نصيباً من التمزيج الفكري الأكاديمي صوب المعرفة الرصينة.. تلك النخبوية من الكليات النسائية تأتي تباعاً لتصل حذو الطلبة في سد العقول النيرة والمتميزة لتضيء مجتمعا صالحا فكريّا وعقليّا.. هنّ الاخوات اللواتي يتميزن دائما في علم عميق ودراية مجتمعية متميزة.. هكذا يكون العلم..
وجود مبنى الجامعة في مدخل أساسي للمدينة يحتاج إلى جهد من جهات متخصصة في تهيئة أسباب الأمن والسلامة وهي الواقعة على طريق الملك فهد لشح المواقف لمنسوبيها.. خاصة تهور سائقي السيارات من الجنوب إلى الشمال والعكس.. أرجو أن يجد مديرها تعاوناً وفيا من تلك الجهات كوضع معوقات خفيفة على الطريق المشار إليه وفليشرات مرورية منبهة..
اخيراً يدرك العقلاء أن جامعة فتية تسود التميز وهي تحتضن كلية المجتمع وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية العلوم الإدارية والإنسانية وكلية الهندسة وكلية التربية وكلية الطب بمحافظة المجمعة، وكلية طب الأسنان وكلية التربية وكلية العلوم بمحافظة الزلفي، وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمركز حوطة سدير، وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة الغاط، وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة رماح.. لا بد أن يفتخر الإنسان بقياديي الجامعة ويشكر كباتنتها من مبدأ من لا يشكر الناس لا يشكر الله..
آخراً.. الطريق إلى النجاح لا بد أن يمر بعثرات وضنون.. والمهم التميز في تجاوزها ووأدها.. المقرن بخلفياته الإدارية والأكاديمية قادر بإذن الله على تحجيمها.. دام التوفيق للجامعة الجامحة ولكم يا خالد.. عذراً على المحبة المفرطة لكم فخراً..