من مشكلات مجتمعاتنا العربية.
عدم الإيمان بمبدأ التخصص، وبخاصة في الأمور البالغة الحساسية.
ففي الدين تجد بعض الوعاظ الذين يفتون في مسائل الفقه والدين، وعلمهم قليل والفتوى تحتاج إلى الراسخين في العلم.
وفي «الطب» نلاحظ ظهور بعض الأطباء العامين الذين يشخصون ويكتبون ويصفون الدواء لكل داء كما نلاحظ بعض المتخصصين في علوم الأغذية من حملة الشهادات العليا وغيرهم تجاوزا موضوع تخصصهم إلى الإفتاء والتشخيص والحديث عن الأمراض، أو أضرارها على متناولها!.
وقس على ذلك الكثير من الأمور في الشأن الاجتماعي والثقافي والاقتصادي!.
إن المنطق يقول إن حامل شهادة عالية من حقه أن يتحدث ويكتب في الشأن الدقيق الذي تخصص فيه، وأن يتطرق إلى موضوعه من منطلق التخصص، وليس من منطلق الحديث العابر.
إن حامل الشهادة العليا عندما يتحدث عن أمر ليس متخصصاً فيه لا فرق بينه وبين حامل الشهادة الابتدائية!!.
إن مشكلتنا في مجتمعنا ومجتمعنا العربي عامة هو اختلاط حامل المتخصص بالمتعالم، مع أن المعرفة تتقاطع مع الجهل، لكن لدى بعضهم «المعرفة» «معرفة» مباحة يظن أن فيها كل ما هب ودب من علوم فيغرف منها إجابة عن كل سؤال، وعلاجاً لكل مرض.
إن الإسلام وعى مسألة التخصص.. بل حث على ذلك؛ لأنه ليس من المعقول أن يتجه كل الناس إلى تخصص واحد، أو توجه واحد وإلا لاختلطت الأوراق، وتعطلت بل وخرجت الحياة.. إن رب البشر يقول في الكتاب العظيم: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)التوبة122
فالتخصص مطلوب حتى في مجال الدعوة وطلب العلم الشرعي، فقد حث القرآن على التخصص، وقصر الأمر على فئة من فئات المجتمع يتخصصون في العلم الشرعي.
تذهب الإشاعات وتبقى الحقائق
ليس أسوأ من الإشاعات.. إنها تثير البلبلة وتفسد العلاقات.. ويرمى فيها أبرياء.. إن الإشاعات لا تجيء إلا من نفوس ضعيفة، وحاسدة مع الأسف ومن أسوأ الإشاعات تلك التي تتوجه إلى الآخرين بهدف الحسد أو قطع الرزق.
لكن ما يريح ويطمئن أن الإشاعات تذهب وتزول ولا يصح إلا الصحيح إنه لا يبقى مردودها السيئ إلا على من أطلقوها.. فالناس يعرفون الحقائق في النهاية حيث تطير الإشاعات كالزبد لا يبقى منه شيء.
لنبتعد عن الإشاعات فهي أولاً ذنب نهى الله عنه وهي عمل مشين مكروه يفرق المجتمعات ويسعى إلى تمزيق أواصر المحبة والوئام بين الناس.
محمد صادق دياب قمر الصفاء الذي غاب
لا تسعفني المفردات لأعبر عن مدى شجني برحيل الإنسان محمد صادق دياب الذي عاش ينشر المحبة عبر حروفه وتواصله وصوته.
قبل فترة وجيزة تلقيت منه رسالة جوالية رداً على رسالتي.. كانت الرسالة تشع بالفأل والأمل.. لعله لم يكن يريد أن يزرع الحزن في قلوب أحبابه!
كم هي الحياة تضحي بعتمة عندما يرحل «أقمارها» ومحمد دياب من «أقمار» الأرض الذين نشروا أنوارهم الفضية في جوانح الناس وعقول القراء.
محمد صادق دياب: إنسان نادر بصفاء قلبه، وصدق حرفه، لقد كنا ننتظر عودته من رحلته وإذا به يرحل من دنيانا. لقد رحل إلى رحمة ربه رحمه الله.
آخر الجداول
للشاعر عبدالعزيز خوجه
(ولي أمل، فبابُك بحرُ فضل
وإني قاصد هذا الجَنَابا
وَهَل لي غيرُ باب الله باب
لأطرقهُ فيَفتَحَهُ مَتَابا)
فاكس 4565576