أعلن أنا الموقّع أعلاه، أنني متضامن مع السيدة أم محمد، التي سترفع قضية ضد كل وسائل الإعلام التي شوَّهت سمعتها، وسمعة أسرتها، أثناء سجنها بتهمة تعنيف خادمتها. وتضامني مع السيدة أم محمد، لم يأتِ بسبب ثبوت براءتها، ولا بسبب الأشهر التي تم سجنها فيها بدون وجه حق، ولا بسبب السمعة التي عُرفت عنها، كأم لأبناء وبنات متفوّقين في دراساتهم الطبية والعلمية، ولكن لأنها ضحية نموذجية لما أسميه أنا «التحرّش الإعلامي»!
أجل. إعلامنا يتحرّش بالناس، وأحياناً دون أن يتثبَّت. وهذا ما حصل مع أم محمد، وغيرها كثيرات وكثيرون. مع العلم، أن الإعلام يجب أن يفعل العكس، وأن يتحرَّى الدقة والموضوعية، ويتجنّب الإثارة الصفراء الرخيصة. حتى في الحالات التي يتثبَّت منها، يجب أن يلتزم بمواثيق الإخلاقيات المهنية، التي أظن أن معظم الإعلاميين لا يعرفون عنها شيئاً.
لقد قلت في آخر مقابلة لي في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، إن التلفزيون يجب أن يتسع صدره للنقد، لأنه هو الذي ينتقد الجميع. وتعرفون ماذا حدث بعد ذلك؟! لهذا، فإن من المهم أن نتوجه، قبل المطالبة بإصلاح الأجهزة العامة، إلى المطالبة بإصلاح أدواتنا الإعلامية. فليس من الموضوعي ولا المهني ولا الأخلاقي، أن تكون أم محمد وغيرها، ضحايا لعشق الإعلام للإثارة وللسبق الصحفي، لمجرد أننا لا نجلس مع ذواتنا الإعلامية، ولا نصلحها ولا ندربها ولا نبتعثها للدراسة وللتأهيل.