تجربة الرياضة في المملكة بدأت بوضع كأس يلعب عليه الاتحاد والأهلي عام 1372هـ وفاز الاتحاد بهذه الكأس، وبهذه المباراة تحركت مشاعر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل في التفكير بتجهيز أدوات الرياضة المهمة مثل بعث عدد من اللاعبين القدامى لتعليم التحكيم وإحضار خبراء وإنشاء إدارة تعتني بالتنظيم الإداري والفني، فبدأ باستقدام خبراء على رأسهم الحكم الدولي عبدالرحمن فوزي الذي اعتزل التحكيم وأصبح خبيراً، وقد وصل لمدينة جدة ومعه عدد من زملائه بطلب من الأمير عبدالله الفيصل، ومن طلبات هذا الخبير بعث عدد من اللاعبين المعتزلين لدراسة التحكيم في مصر لإشرافه عليهم، ومن هؤلاء عبدالله كعكي وعبدالله غمري ومحمد طرابلسي والبرق حارس الاتحاد وأحمد لطف وآخرون، وبدأت تجارب هؤلاء الحكام في تحكيم مباريات الدوري في مصر بحضور عبدالرحمن فوزي وبعد عودتهم شكلت إدارة الشؤون الرياضية ومقرها وزارة الداخلية وسموه غفر الله له وزيرها وعين محمد طرابلسي مديراً لهذا القسم ويساعده عبدالله كعكي، وبعد الانتهاء من تشكيل الأجهزة الاستعدادية أقيم دوري بدأ من 1377هـ واختصر على فرق المنطقة الغربية فقط وأمر الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله بتصنيع كأس لهذا الدوري أطلق عليه مسمى كأس الملك، وقيل في جلسة من جلساته لماذا لا يكون باسم سموك لأنك ستكون الحاضر في النهائيات وأنت الذي أمرت بهذه الإجراءات فرد سموه بأنني أنظر إلى ما هو قادم للرياضة وأنظر لاستمراريتها فيما بعد في مناطق المملكة، وهذه النظرة لا ينظر لها إلا من هو مثل الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله تعالى، وبعد التحضير وصناعة الكأس أصدرت الشؤون الرياضية جداول الدوري في موسم 1377هـ بذهاب وإياب وأخيراً وصل إلى النهائي الاتحاد والوحدة وأقيمت مباراة الذهاب يوم الجمعة 25-7-1377هـ وتعادل الفريقان بهدفين لمثلهما وقد سجل الاتحاد هدف التعادل والمباراة تلفظ أنفاسها قائد الفريق عبدالمجيد كيال، وهذا التعادل يعتبر إنجازاً للاتحاد لأنه يلعب بثمانية لاعبين بعد طرد السيد مصطفى وإصابة حسن عدني في ظهره وخرج وكسر ساق عبدالله الكينج ولم يعط الاتحاد فرصة الاستعداد لمباراة الإياب عندما حدد لها يوم الأحد 27-7-1377هـ، وفي المباراة المعادة انتهت بنتيجة غير متوقعة وبأربعة أهداف دون مقابل، سجل الأهداف حسني باز، ويعتبر هذا الهدف ثاني هدف يسجل تاريخياً في كأس الملك، ونقول ذلك لأن المباراة في ذلك الوقت يشارك فيها خمسة لاعبين غير سعوديين وسجل بشرى سوداني الجنسية هدفين وجينجا سجل هدفاً وهو أيضاً سوداني.
ومثل الوحدة سعيد لمفون حارس مرميو كابتن الفريق وعبدالعزيز مفتي جربان والطيب حربي والتوم جبارة الله وجنجا وبشرى وهؤلاء الخمسة سودانيون وسليمان بصيري وأمين هرساني وحسن دوش وحسني باز.
ومثل الاتحاد عبدالله جاوه حارس مرمى وعبدالمجيد كيال كابتن الفريق وحسن عدني وغازي كيال وزهران أسود وصالح عدني وعبدالحفيظ ميرغني وعبدالمنعم زرقان ودنادانا وسيد مصطفى وعبدالرزاق بكر وتخلف عبدالله الكنيج لإصابته، وقد حضر الأمير عبدالله الفيصل راعياً للمباراة وسلم الكأس لسعيد لمفون كما حضر مع سموه الشيخ محمد سرور الصبان وحسين عرب ورجالات الرياضة في المنطقة الغربية.
ملاحظة هامة
في المباراة الأولى طرد الحكم السيد مصطفى لاعب الاتحاد ويعتبر أول لاعب يطرد في مباريات الكأس لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد فقد أمر سمو الأمير عبدالله الفيصل المسؤول عن الرياضة وبطلب من الاتحاد أن يأمر بمشاركته بغض النظر عن طرده في المباراة الأولى ورغم ذلك لم يشفع له فانهزم الفريق بنتيجة ثقيلة وتاريخية.
وملاحظة أخرى
اللاعب الكبير الهادي سيام سوداني الجنسية ويطلب من إدارة الاتحاد للاستعانة به في مباراة الإياب قد حضر إلى جدة ولكنه ومن حظ الاتحاد السيئ أصبح متفرجاً في المدرجات لأنه لم يحضر معه الكرت الخاص بمشاركته في المباراة وخسر الاتحاد من كل الجهات.
عام 1378هـ
في اللقاء الثاني من عمر البطولة تقابل أيضاً الاتحاد والوحدة يوم الجمعة 18-8-1378هـ وكان الاتحاد يملك 13 نقطة والوحدة 12 نقطة، فالاتحاد يكفيه التعادل لأن الوحدة خسر نقطة أمام الشبيبة بمكة وتعادلا بهدف لكل منهما سجل للاتحاد عبدالحفيظ مرغني وللوحدة جنجا وكلاهما سودانيان، حكم اللقاء محمود لبيب وساعده عبدالرحمن فوزي ومحمد الطريفي، ورئيسا الناديين، الاتحاد عبدالرزاق متبولي وللوحدة كامل أزهر.
عام 1379هـ
اللقاء الثالث بين الوحدة والاتحاد على ملعب الصبان بجدة حان موعد اللقاء المنتظر يوم الجمعة 15-8-1379هـ وبالحكم محمد الطريفي وساعده العطشان وأحمد عبدالله، وهذه المباراة دخلت الوحدة بمعنويات منخفضة وهبوط في مستوى اللاعبين إذ عليها أن تفوز إذا أرادت البطولة لأكثر من ستة أهداف إلا أن الاتحاد فاز في هذا اللقاء بهدفين للاشيء سجلها عبدالرزاق بكر وغازي كيال وسلم الكأس لقائد الاتحاد الأستاذ حسين عرب مدير عام وزارة الداخلية نيابة على الأمير عبدالله الفيصل وزير الداخلية.
وقد مثل الاتحاد عبدالله حجازي حارس مرمى وعمر حامد وغازي كيال وشاكر باحجري ودنا دنا ومحمد حسام الدين الملقب بالقملة وعبدالحفيظ مرغني والحاج وعبدالرزاق بكر وغازي كيال وسيد مصطفى.
ومثل الوحدة إسماعيل فلمبان حارس مرمى وإبراهيم عباس الملقب الفار وعبدالعزيز مفتي وجربان وعبدالرحمن الجعيد والطيب حربي وحين دوش وسليمان بصيري وجنجا والحاج وعبدالقادر كتلوج.
عام 1380هـ
في آخر لقاءات الاتحاد والوحدة وقبل دخول أندية المنطقة الوسطى في 1381هـ وأندية المنطقة الشرقية عام 1382هـ تقابل يوم الجمعة 23-8-1380هـ وتعادل الفريقان بهدفين لكل منهما، وكان آخر الأهداف هو التعادل للاتحاد من عبدالحفيظ مرغني لكن رجل الخط عبدالله كعكي رفع الراية بأن اللاعب الذي سجل الهدف في موقف تسلل ولكن الحكم لم يأخذ برأي الخط واعتبر الهدف صحيحاً مما أثار حفيظة لاعبي الوحدة وتوقفوا عن اللعب وأصبح الملعب فوضى عندما دخل الجمهور الغفير إلى ساحة الملعب ولم يستطع رجال الأمن السيطرة على الموقف ولم يترك الجمهور للحكام ورجال الأمن تهدئة الأمور وانتهت المباراة بهذا الموقف الهزلي ولكن الشؤون الرياضية عقدت عدة اجتماعات تقرر إعادة المباراة بعد شهر رمضان المبارك وبالتحديد يوم الجمعة 21-10-1380هـ ويرى الوحداويون أن هذا في غير مصلحتهم لأن اللاعبين يعملون في رمضان مع المعتمرين والوقت قريب من دخول الحجاج لموسم الحج، ولكنه أمر قد أمر وانتهى وليس في الوقت متسع للأخذ والرد فأقيمت المباراة في موعدها، وفاز الاتحاد بثلاثة أهداف للاشيء، وبعد هذا الحدث أسدل الستار على لقاء العملاقين في نهائي كأس ولي العهد.
وبعد انتهاء موسم 1380هـ وبعد تقويم مستوى الأندية بالرياض تقرر انتقال النشاط الرياضي من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف وهذا الانتقال بعد دراسة مكثفة، ولأن مدينة الرياض هي عاصمة المملكة تم انتقال الشؤون الرياضية لها بدءاً من موسم 1381هـ وشكلت اللجنة الرياضية تحت مظلة وزارة المعارف بالرياض وأسمائهم كالتالي:
1- الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ وزير المعارف.. رئيساً.
2- الأستاذ حامد دمنهوري.. نائباً.
3- الأستاذ عبدالرحمن التونسي.. عضواً.
4- الأستاذ عبدالله منيعي.. عضواً ومسؤولاً عن النشاط الرياضي.
5- الأستاذ عباس حداوي.. عضواً.
6- الأستاذ محمد الطرابلسي.. سكرتيراً ولم يستمر وعاد للمنطقة الغربية.
تلك الشخصيات هي إدارة الشؤون الرياضية المنتقلة من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف ما عدا وزير المعارف الذي تقرر أن تكون تلك الأسماء تحت مسؤولية وزارته.
مسيرة مباريات الهلال والوحدة وبمناسبة الزمن الطويل لا بد من وضع بيان للمباريات بدءاً من انطلاق أول لقاءات الهلال بفريق الوحدة التي بدأت من عام 1381هـ إلى عامنا الـ1432هـ وبمجموع مبارياتها 98 مباراة وهي تحكيم جميع لقاءات الفريقين.