مفهوم الرياضة ليس بالضرورة أن يكون من قبيل الولاء المطلق للنشاط الكروي كما هو شائع الآن على نحو الانهماك المفرط في التشجيع والتعصب والتحزب، الذي جعل انحراف البوصلة الرياضية عن إشاراتها العامة أمر لا بد من تصحيحه والعمل على ترشيده.
فالرياضة لا يمكن لأحد أن يحصرها بفاكهة الأندية «كرة القدم» لأن هناك مفهوم أولى هو عالم الحياة والصحة والرشاقة، فحينما تشير البوصلة الرياضية إلى أن للجميع الحق في ممارسة الدور الرياضي من قبيل المساهمة في طرد السأم والملل وقبلهما المرض من أجل أن تتحقق من خلال هذه الممارسة للرياضة أهدافها الأولى المتمثلة في درء ومقاومة الأمراض المستوطنة والطارئة ومن ثم التسلية وقضاء الوقت بما يخدم أهدافها الضرورية.
فالبوصلة الرياضية ربما أصابها الخلل، حينما باتت تشير مباشرة وبصراحة ودون مواربة أن الرياضة قد حصرها البعض ب»كرة القدم» ومن لا يريد أن يصدق أو يقتنع بهذه الفكرة فله أن يذهب للملاعب ويرى.
تقلص الدور أو الملمح الاجتماعي الذي ترتكز عليه مفاهيم الرياضة بوصفها عطاء إنسانيا متكاملا يشترك فيه الجميع، وليخلق هذا البعد المفاهيمي للرياضة للجميع، إذ تؤكد على أهمية الرياضة بأنواعها ودعمها والتشجيع على تعاطيها والانشغال فيها.
لا ينسى المهتمون في رياضة المجتمع أن يشيروا إلى أن للرياضة المدرسية إغفاءتها الواضحة في هذا الجانب لانشغال المعلمين والإدارات المدرسية في تصريف أمور التعاميم والقرارات الإدارية التي تتلاحق دون أن يكون لدعم الرياضة المدرسية أي دور أكبر وأهم، من قبيل اندماج المجتمع بالمدرسة من خلال الرياضة خارج وقت العمل أو الدراسة.
وربما جنوح بعض الرياضات إلى ما هو عنيف على نحو ما بات يعرف ب»رياضة السيارات والدراجات النارية» ومغامرات الطيران! هو ما أسهم في فقد البوصلة الرياضية كونها تتسم بالخطورة لا سيما في ظل انعدام تطبيق وسائل السلامة ومراعاة تحرزات الأمان.
ذاكرة بوصلة الرياضة المشتتة أحالت فيما يبدو سباقات الفروسية والهجن إلى مجرد حضور محدود، وعرض تلفزيوني ومراقبة للماضي قد يندرج في رؤى التباعد والنأي عن فكرة التريُّض العفوي للأسرة والمجتمع من خلال هذه الفنون المعروفة منذ الأزل.