|
الجزيرة - فيصل العواضي:
حفلت الأمسية الثانية من أمسيات مهرجان الجنادرية وعلى صالة نادي الرياض الأدبي بتنوع فرسانها من شعراء المملكة ومن ضيوف المهرجان العرب ومن الجنسين، حيث افتتح الأمسية الشاعر حسن الزهراني بباقة من قصائده ابتدأها بقصيدة تحية لرجال الحرف ورفاق الكلمة من الشعراء المشاركين وتركزت قصائده حول غربة الشاعر وهم الكلمة مع مساحة للغزل حدت من حرقة الشكوى التي اطلقها نيابة عن كل الشعراء.
وتلتها روضه الحاج من السودان بمناجاة لتماضر السلمية «الخنساء» فاشجت واذكت خليط من المشاعر ثم تلتها قصيدة أخرى واختتمت بمحضر اعتراف وهي مطولة تحكي فيها امرأة عربية عن استنجادها بشرطي لإعادة مسروقاتها وكان فيها إسقاط رمزي على الواقع المعاش.
وحضر العراق بكل مواجعه عبر يحيى السماوي بقصيدة طاف بنا وطفنا بها كل أرجاء السماوة وكل حارات بغداد وشممنا ريحة تمر العراق وخبزه وماء دجلة الذي كان الجدود يشوونه ويقتاتون به في كرامة ثم انتتقل بنا إلى الغزل وببراعته الجميلة تنقل بنا من الغزل بالحبيبة إلى الغزل بالوطن في تماهٍ لم نعرف معه الحد الفاصل بين الوطن والحبيبة.
ومن العراق إلى لبنان ومع الشاعر شوقي بزيع ومرثاة الغبار وقصائد جريئه صرح أنه سيتجاوز بها كل الفواصل لكنا لم نلمس إلا المتعة والمتعة فقط في كل إلقائه حتى قميصا يوسف اللذان حضرا وغاب الثالث لأنه كان لدى الغسال على حد قول الشاعر.
عدنا بعدها إلى السعودية ومع الشاعر عبدالله السميح الذي أطربنا بقصائد جمعت بين الوطن والراحلين من الصحاب ورقة الغزل المتوارث منذ قيس وليلى لكنه كان ألف قيس وكانت ليلاه ألف ليلى.
ومع الشاعرة زينب غصوب من السعودية والتي إنحاز لها مدير الأمسية الدكتور عبدالله غريب بمنحها خمسة عشر دقيقة بزيادة خمس دقائق عن غيرها من الشعراء ولكنها لم تكتف بل ظلت تطالب بالمزيد لولا براعة الشاعر محمد أبو دومه الذي انتزع الوقت من بين براثنها ليمتعنا بباقة من قصائده العذبة.
وعلى حد قول المثل السائر لا يشكر الله من لا يشكر الناس.. أبو دومة لم ينس أن يقص على الحضور قصة مرضه الذي لم يجد له مواسياً أو آسياً فيه إلا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وجه بعلاجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
- كانت الأمسية حافلة بالجمهور الكمي والكيفي فقد كان غالبية الحضور من جمهور الشعر الذين امتلات بهم قاعة المسرح وعلى رأسهم ضيوف الجنادرية وكان للنساء أيضاً حضور لافت ومميز.
- حدث خطأ في تقديم وقت الأمسية من الثامنة مساء إلى السادسة والنصف، وجاء عدد من الناس متأخرين عن الأمسية اعتقاداً منهم انها ستقام في وقتها السابق.
- الدكتور عبدالله غريب مدير الأمسية بدى دبلماسيا في التعامل مع الوقت الذي حدده لكل شاعر بعشر دقائق لكن الكل تجاوز وصرح أنه نائب فاعل يسد مسد الفاعل فقد كلف بادارة الأمسية نيابة عن مديرها الذي غاب.
- مهرجان الجنادرية أصبح محطة هامة في حياة عدد من المبدعين العرب الذين يلتقون فيه سنوياً ويضاف عليهم كل عام آخرون بحيث يمكن القول إنه تجاوز حدود المملكة ليغدو مهرجاناً ثقافياً وإبداعياً لكل العرب.
- الدكتور عبدالله الوشمي رئيس مجلس إدارة النادي إلا دبي في الرياض بلباقته ودماثة خلقه استأثر باعجاب الجميع وحبهم له ووزع وقته بعدالة بين كل ضيوفه.