ويبزغ فجر جديد من عمر هذا الحلم الجميل الذي تحول إلى واقع أصبحنا نتلمس قدومه في مطلع كل عام، وننتظر موعد زفافه للعالم تحت اسم الجنادرية، هذا المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح مع مرور الزمن شعلة من الإبداع وانطلاقة نحو غدٍ سيكون بفضل الله ثم بفضل القائمين عليه كل في موقعه والذين ترجموه إلى واقع ودلالة.
وهذه الأيام نعيش بدايات المهرجان الوطني للتراث والثقافة أملاً في إبداع أشمل، وإنجاز أكبر، ونجاح أكثر تميزاً من السنوات التي خلت، فإنما يعود ذلك لأن ثقافتنا الوطنية وانتماءنا لهذا الوطن تضعنا أمام مسؤولية جماعية بألا نسأل ماذا قدم الوطن لنا ولكن علينا عند إشراقة كل شمس ليوم جديد أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا نحن لهذا الوطن المعطاء.
وحينما تمضي مسيرة الزمن التي تلتهم الأجيال جيلاً بعد جيل، تلك الأجيال التي فيها من قضى نحبه دون أن يترك أثراً بعد مماته على امتداد هذه المعمورة، ومنهم من تواتر ذكره عبر عشرات بل مئات السنين لأنه ترك عملاً صالحاً وأثراً مصلحاً للأجيال التي تلت من بعده كما هو الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي أسس دولة دستورها القرآن وتحكم بالشريعة الإسلامية السمحة، فما أحوجنا أن نترك بصمات إنجازنا وإبداعنا لأجيال قادمة تزيد على ما بنيناه ولو لبنة واحدة حتى يكتمل مشوار الوطن على مدى الزمن القادم من خلال هذا المهرجان الوطني الذي أخذ بعداً عالمياً من حيث السمعة والشهرة والمشاركات والتنوع في فعالياته المختلفة.
في مهرجان الجنادرية وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً خلت قد شكل نقلة نوعية في المفهوم العصري والحضاري للتراث والثقافة والإبداع، واستطعنا به ومن خلاله أن نستوقف كل أشرعة الزمن لنزهو بالوجه الجديد والمتجدد لمملكتنا الحبيبة التي لا تغيب عنها قداسة الحرمين الشريفين ولن تغيب بمشيئة الله.
ولأن الوطن الكبير لا يكبر إلا بعطاء أبنائه، ولأن المصلحة العليا للوطن هي هدفنا الأول والأخير، ولأننا منذ طفولتنا نشأنا مع محبة الوطن وجزمنا أن نكون شموعاً تحرق نفسها في سبيل الإضاءة على جوانب وطننا العزيز، يأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام شاملاً ومتكاملاً من حيث الإبداعات في فعاليات ثقافية وتراثية وفنية متجددة، ليكون متناغماً مع فرحتنا التي لا توصف بعودة سيدي خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى من رحلته العلاجية التي أحاطه الله جلت قدرته بعنايته ليضيء بيديه الكريمتين كما تعودناه شعلة الافتتاح لهذا الحدث الكبير.
فإلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وإلى سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يحفظه الله وإلى سيدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز يحفظه الله، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان يحفظه الله وإلى صاحب المعالي الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني للشئون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وإلى سعادة الأستاذ سعود بن عبد الله الرومي مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة.
نتقدم من خلال هذا المنبر الصحفي الوضاء، بالشكر والامتنان العميقين لدعمهم الموصول والمتواصل لرعاية الثقافة والمثقفين حيث ارتقى المهرجان إلى المستوى المشرف على المستويين المحلي والدولي الذي يتطلع إليه أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء وهو بمثابة شكر الرعية لراعيها وامتنان الدار لبانيها، حيث تكللت تلك الجهود ولله الحمد بالنجاح رغم عظم المسئوليات الملقاة عليهم. حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقيادتنا الرشيدة والوطن ووفق الله قيادة الحرس الوطني بقيادة رئيس الحرس الوطني وزير الدولة عضو مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز ولكل رجال الحرس الوطني من عسكريين ومدنين في هذا المهرجان.
آملين أن يشكل المهرجان لهذا العام جرعة قوية من الإنجازات ليصل مداه إلى أقصى حدود الدنيا.
(*) رئيسة اللجنة الثقافية النسائية