من نعم الله على الكُتَّاب, أن سخر لنا وسائل فورية للتفاعل مع تعقيبات قرائنا الأعزاء..
وهي نعمة تهبنا من أرواحكم نوراً, يوقد نفوسنا سروراً..
قرائي الأعزاء...،
بكل أسمائكم الصريحة، والرمزية،..
وبكل آرائكم، ووجهات نظركم، أتفاعل معكم بودِّ العَطِش لاكتشاف مورد روائه.., وبفرحة السائر برفقاء دربه..، وبامتنان المكتسِب من جميل المعطائين،..
من يداوم منكم على رفقة يومية «لما هو آت».. ألتقيه دومًا عند سدرة التظلل، وما نلبث أن نستظل ونمضي..
ومن منكم يراوح الرفقة يوماً، أو بعض أيام، نتفقَّده عن يمين التوقع،..
وندعو له عن يسار الغياب..،
نعمة أنتم، لأن الكاتب لا يعيد صوته لداخله...،
إنه إن أطلقه فإليكم، وقتها يصبح كلُّ ما في صوته من الومض, والنبض لكم..
لي منكم من داوم، فاستدام له التفقُّد حين يغيب..
ومنكم من يضيف بحضوره سُّلمة لمناف المدى..
أشجار اللغة لا تُساقط فكراً مثمراً.. إلا حين تكون أيديكم في عجين ثراها، وماء ريِّها..
أؤمن بكم، حضورًا تحيا به الأقلام، وتُرفدُ به المحابر..
هذا اليوم لكم..،
وكل الأيام..، وما هو فيها آت..
وما سيأتي منها..
تتمحور موارد مضامينها حول شحذة ناركم..
فما أنا إلا بكم ضيفة في مراتع القول.., وفي بسطة الفكر..
كلنا بالحروف نعبِّر، وجميعنا بالتَّعبير نتقارب..
لنا في المسير هدف..
أدعو الله الكريم، أن تدوم أهدافنا في طاعته،..
وتشرق حروفنا من نور هدايته..
وتنصرف رفقتنا نحو رضاه..
قرائي الأعزاء،
اليوم هذا الذي معكم..
سأغيب لأيام بعده عن هنا..
وإنني محملة بودكم..
والدعاء لكم..
أترقب أوبة قريبة..
فسلام لكم حتى أعود.