رحلت الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز عن هذه الدنيا الفانية.. رحلت بهذا الإرث من الصيت نبلاً.. وخلقاً.. وعطاءً.. وسعياً في دروب الإحسان والبذل السخي في ميادين الخير.

اتسمت رحمها الله بصفات المرأة الصالحة.. والساعية إلى الإحسان للفقراء والبيوت المحتاجة.. وأعطت في مواقفها النبيلة أمثولة لفعل الخير.. والسعي من أجله..

وليس بالمستغرب على هذه الأميرة الراحلة أن تكتسب كلّ هذه الخلال الإنسانية.. وهي واحدة من بنات عبدالعزيز تربّت في مدرسة هذا البطل المؤسِّس عليهم الرحمة والغفران، وعايشت العمر مع شقيقها الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.. كانت جوهرة في عينيه مع شقيقتهما نوف أمدّ الله في حياتها، عاشتا معه في مشاعر صادقة من المحبة العميقة بِراً وتواصلاً ووفاءً بهياً للشقيق مع شقيقاته، وحين ترحل هذه الأميرة الغالية.. فإنها تترك حزناً عميقاً في قلب شقيقها وشقيقتها وفي نفوس أبنائها وبناتها ولن يملأ فراغها غير الاحتساب والصبر.. {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

.. أيتها الأميرة الغالية..

كنت يداً معطاءة نديّة بالخير.. وأسأله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك..

.. أيتها الأميرة الغالية..

كنت وفية المشاعر.. نبيلة الأخلاق.. رقيقة التعامل.. صفية السجايا.. صادقة التواضع.

وتركت بعد رحيلك ذكراً عاطراً وسمعة خالدة بكلِّ هذه الصفات..

.. أيتها الأميرة الغالية..

كلنا راحلون.. ومن يسبقنا إلى دار القرار والخلود يمضي إلى رحمات الله وجنته ويترك في دنياه من المآثر ما يخلد تاريخه خلقاً وصيتاً وقد تركت هذا الإرث بعد رحيلك.

.. أيتها الأميرة الغالية..

العزاء الصادق لكلِّ إخوتك وأخواتك.. ولشقيقك عبدالله الذي ذرفت عيناه دمعاً أمام نعشك.. ولشقيقتك نوف التي سكبت دموع الحزن بفقدك.. لأبنائك وبناتك الباكين والباكيات حزناً على فراقك.. لا بل العزاء لنا جميعاً.. ولكلِّ أسرة سعودية فقدت أميرة الخصال وذات الصيت المثقال.

رحمك الله وأسبغ عليك عفوه ومغفرته.. وجبر مصيبتنا جميعاً بفقدك.