|
الجزيرة - عبدالرحمن اليوسف:
نظم مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية مؤخراً ورشة عمل بعنوان: «تجارب ناجحة في الإدارة المحلية السعودية» شارك فيها عدد من المحافظين ورؤساء المجالس البلدية ورؤساء البلديات، تم خلالها استعراض عدد من التجارب المحلية الناجحة.
وقد تناولت التجربة الأولى التي طرحها المهندس عبدالله البابطين أمين مجلس مدينة الرياض تطبيقات الحكومة الإلكترونية وتوظيف تقنية المعلومات والشبكة العالمية في التواصل بين أعضاء المجلس وإدارة التعاملات داخله من جهة، والتعامل مع سكان مدينة الرياض وتفعيل المشاركة في عملية صنع القرار وتقاسم المعلومات وتسلم مقترحاتهم وشكاواهم وتصنيفها من جهة أخرى.
وكشف عن أن هذه التجربة ترسخ من مهام ووظائف المجلس البلدي الرامية إلى أن يكون الرد سريعاً والتجاوب فاعلاً مع مطالب المواطنين، موضحاً أن هناك الكثير من القضايا والمشكلات التي لا تدخل ضمن اختصاصات المجلس ومع ذلك يتم التواصل بشأنها مع الجهات المعنية ومتابعة معالجتها على الوجه المطلوب. وتابع: هناك محاولة لربط الموقع الإلكتروني لمجلس مدينة الرياض -الذي يشتمل على العديد من المعلومات المتعلقة بالعمل البلدي- بموقع وزارة البلديات والشئون البلدية والقروية.
أما المهندس عبدالعزيز المهوس رئيس بلدية رياض الخبراء فتناول مبادرة البلدية في جعل مدينة رياض الخبراء مدينة صحية عالمية، قائلاً: هذا الإجراء تطلب الانتظار عامين كاملين للحصول على اللقب وكان على البلدية خلال تلك الفترة عمل الكثير للتوافق مع معايير عالمية، حتى تكلل النجاح في الحصول على مراكز متقدمة في المسابقة العالمية التي عقدت في اليابان.
وأضاف: إن المبادرة في حد ذاتها نجاح، إذ إن التفكير في تحقيق المنفعة المشتركة عبر مشروع كبير قد لا يرى البعض منفعته خاصة أولئك الذين يرون الأشياء من منظور المصلحة الذاتية الضيق ولا يستسيغون القضايا الاجتماعية والبيئية التي ربما كان تأثيرها في الصحة وحتى الاقتصاد في المدى البعيد كبيراً ومؤثراً إما سلباً وإما إيجاباً.
والتجربة الثالثة كانت للمجلس البلدي في الجبيل ووصفها رئيس المجلس الدكتور إبراهيم العتيبي بأنها كانت حول تفعيل مشاركة سكان الجبيل في صناعة قرارات المجلس، حيث إن الفكرة تتمحور حول اختيار ممثلين من كل حي سكني للمشاركة في اجتماعات المجلس والاستماع إلى مشكلاتهم وأفكارهم.
وعزا السبب الرئيس وراء هذه المبادرة إلى أن المجلس البلدي في الجبيل رأى أن المداخلات في الاجتماعات العامة مع السكان كانت تجنح في كثير من الأحيان إلى القضايا والاهتمامات الخاصة على حساب القضايا العامة، وهذا يعود إلى أن الناس لم يعتادوا المداخلة والمشاركة في صنع القرارات العامة، وبالتالي لا يتملكون قضاياهم وليست لديهم القدرة والرغبة في صياغة رؤية مشتركة وتحقيق المنفعة الجماعية، وهذا ما يجعل التجربة مميزة ومهمة، حيث ساعدت على وضع أولويات ومبادرات للمجتمع المحلي وازدادت نجاحاً بضم بعض الشباب دون سن العشرين ليكونوا صوت الشباب في المجلس البلدي وينقلوا همومهم واحتياجاتهم، خاصة أنهم يمثلون الغالبية من السكان.
وجاءت التجربة الرابعة من مجلس بلدي القطيف وقدمها الدكتور رياض المصطفى وهي تجربة ارتكزت على إعداد إستراتيجية للعمل البلدي وتحديد الأولويات والتعرف على الفجوة بين الوضع الراهن والوضع المرغوب ومن ثم البحث عن الموارد داخل الإطار الرسمي والمطالبة بزيادة المخصصات المالية، وكذلك نقل المطالبات لأصحاب القرار والتعريف بهذه الاحتياجات، مستعرضا توزيع الأدوار بين أعضاء المجلس خاصة فيما يتعلق بتخصيص كل عضو لمتابعة مجموعة من الأحياء داخل المدينة.