منذ يوم جمعة الغضب (15 نيسان) والشعب العربي الأحوازي يتعرض لانتقام وبطش شديدين فاقا كل ما كانت تقوم به أجهزة القمع التابعة لنظام ملالي طهران في كتائب الباسييج والحرس الثوري والمخابرات، حيث سقط العديد من الشباب العربي الأحوازي في المدن سواء أثناء التظاهر أو حتى نتيجة الكمائن التي نصبتها أجهزة القمع الإيرانية، فقد لاحظ أهل الأحواز أن الكثير من الأحوازيين الذين عُرف عنهم معارضتهم للاحتلال الفارسي يختفون في ظروف غامضة خاصة عند تنقلهم من مدينة لأخرى داخل الأحواز.
ولقد ارتكب نظام طهران في الأيام الثلاثة التي بدأت من يوم جمعة الغضب حتى مساء يوم الأحد جرائم تفوق في حجمها ما نشاهد في المحطات الفضائية مما يحصل في بعض البلدان العربية، وهي جرائم تتم بتكتم ودون علم أحد إلا أبناء المدينة والمنطقة التي تحصل فيها الجريمة، ففي ظل منع تواجد للإعلام أي إعلام عربي أو أجنبي، ومنع استعمال أجهزة الاتصال الاجتماعي، وقلة المتعاملين مع أجهزة الإنترنت حيث لا يمتلكها أبناء الشعب الأحوازي الذي يعيش جل أفراده فقراً فرضه الاحتلال الإيراني، في ظل هذه الأوضاع تنفذ أجهزة القمع الإيرانية حملات إبادة وقتل جماعي بحق العرب الأحواز، وهذا ما يتطلب توثيق هذه الجرائم من قبل الناشطين في جبهات التحرير الأحوازية، والتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لتقديم مذكرة قانونية مدعمة بما وثق من الجرائم إلى منظمة الأمم المتحدة لطلب تدخل هذه المنظمة الأممية لوضع إقليم الأحواز العربي تحت الوصاية الدولية قبل أن يباد أهله جميعاً.
هذا الإجراء ليس سابقة ولا بدعة، فقد تدخلت الأمم المتحدة في مناطق عديدة من العالم مثلما حصل في تيمور الشرقية التي فرضت على إندونيسيا أن تمنحها حق تقرير المصير الذي انتهى باختيار شعبها الانفصال عن إندونيسيا رغم الفارق الكبير في تعامل الإندونيسيين عن الفرس في الأحواز، ولهذا فإن من واجب مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن تساعد هؤلاء المضطهدين الذين يتعرضون للإبادة التي يشاهدها ويعلم بها الكثيرون دون أن يتخذوا إجراء يوقف كل هذه الجرائم.