فاصلة :
(أسوأ طغيان هو الذي يضع القوانين على الرف)
- حكمة عالمية -
لا أظن أنّ هناك بلداً في العالم يمنع الشباب من دخول المراكز التجارية «المولات» إلاّ نحن!
ففي كل أنحاء العالم يوجد شباب وفتيات وتوجد المضايقات بين الجنسين، فلماذا نحن الوحيدون الذين يمنعون الشباب من الاستمتاع بوقته؟
ببساطة لأننا مجتمع يسبق ظنه السيئ ظنه الحسن، ولذلك فالشباب كلهم مدانون بتهمة مضايقات النساء والتحرُّش بهنّ حتى يثبت العكس!
وكأنّ المراهقين المتأخرين الذين جاوزا سن الشباب لا يضايقون النساء!
وكأنّ الباعة في تلك المجمّعات نساء وليسوا رجالاً!
الرجال موجودون في كل مكان في المجمّعات التجارية، فلماذا بالتحديد يمنع الشباب من الدخول لهذه المجمّعات؟
سلوك منع الشباب من الدخول هو تطبيق في أهدافه عادل لكنه ظالم في ممارسته، فهناك فتيات يلاحقن الشباب أو يتعاملن بأخلاقيات غير منضبطة مع الباعة، فلماذا لا تمنع الفتيات من الدخول للمجمّعات؟
من المفترض أن يكون هناك قانون يطبّق على الجميع في حال إزعاجهم الآخرين سواء كانوا رجالاً أو نساءً، قانون يدين أي إنسان يزعج خصوصية الآخر بأي شكل من الأشكال.
هنا سيتعلّم الناس احترام القانون تدريجياً، وهذا أفضل مما يحدث من مشاجرات أمام المراكز التجارية لمنع الشباب، مما يدفع بهم أكثر إلى التمرُّد والشعور بالاضطهاد خاصة في ظل عدم وجود معايير للمنع، بل يتوقف ذلك على تقييم رجل الأمن لمظهر الشاب وطريقة تسريحه لشعره وملابسه.
هؤلاء الشباب هم أبناؤنا وعلينا أن نحتويهم أفضل من أن نخسرهم ونعاملهم كمتّهمين، بينما هم في الأصل ضحايا وقت الفراغ وعدم وجود أماكن ترفيهية لهم.
سوء الظن بالشباب نتائجه وخيمة، تنعكس على فقدانهم الإحساس بثقة المجتمع بهم، وهو أمر خطير له انعكاسات خطيرة على ذات الشاب وصورته عن نفسه لدى المجتمع، فإن كانت صورة قاتمة فلن يتحمّس أن يجعلها بيضاء أبداً.