لم تعد الحروب والعمليات العسكرية وحدها التي تلجأ إليها قوى الاستكبار والاستعمار والهيمنة لاحتلال الدول والهيمنة عليها واستلاب ثرواتها؛ إذ تسلك هذه القوى الطامعة مسالك عدة، تنوعت طرقها وأساليبها؛ فإضافة إلى شن الحروب وغزو الدول نشطت هذه القوى في استغلال المخدِّرات للسيطرة على الشباب وغزو عقولهم وجعلهم أدوات طيعة لتنفيذ أجنداتها التي لم لن تكون في صالح الوطن المستهدَف.سلاح المخدرات واستهداف الأمم ونشره بين أوساط الشباب ليس بالجديد؛ فقد سيطرت بريطانيا الصغيرة المساحة والقليلة السكان والبعيدة بآلاف الأميال على إمبراطورية الصين بمساحاتها الشاسعة وعدد سكانها المهول. واليوم تستغل الدول الطامعة الأسلوب نفسه، وإن طوّرت طرقها وتكتيكاتها؛ فبعض الدول تُسهِّل مرور المخدرات، وتُقدِّم الدعم للمهربين الذين يتعاملون مع هذه المواد المضرة، ويكفي لكل من يريد معرفة أهداف هذه الدول أن يُلقي نظرة على الطرق والممرات والدول التي تسلكها شحنات المخدرات؛ ليعرف حجم تورُّط تلك الدول، كما أن كميات ما يتم ضبطه من شحنات المخدرات الموجَّهة لبلد واحد تُظهر حجم الاستهداف لهذا البلد دون غيره، إما للحد من تطوره أو إيقاف عجلة التنمية فيه أو لإضعاف تأثيره السياسي والاقتصادي ونفوذه الدولي والإقليمي؛ ولهذا فإن الدول المؤثرة هي الأكثر تعرضاً لغزو المهرِّبين والمدعَّمين من دول لا يمكن أن تكون غافلة وهي التي تُستعمل كممر ونقاط عبور لهذا السيل الكبير من شحنات المخدرات.والشيء الذي يجب الإقرار به هو أن بلادنا المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استهدافاً لهؤلاء الأشرار، دولاً ومهربين ومروجين، وقد أظهر المؤتمر الصحفي المشترك للناطق الرسمي لوزارة الداخلية ومساعد المدير العام لمكافحة المخدرات أن جهود رجال المكافحة أخمدت شرور 478 مهرباً، وأحبطت ترويج مخدرات تزيد قيمتها على مليار وأربعمائة مليون ريال.هذه الجهود الخيِّرة المشهودة لها يجب أن تكتمل بتفعيل حملات التوعية لوقاية المجتمع السعودي، خاصة أن بلادنا مستهدف، وهو ما تكشف عنه الكميات الكبيرة المضبوطة؛ لذا فإن الواجب أن تدعَّم جهود التوعية التي ستنطلق من خلال جملة برامج، منها برنامج الأمير سلمان للوقاية المجتمعية وبرنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية في الشرقية وبرنامج الأمير عبدالعزيز بن ماجد للوقاية الاجتماعية في المدينة المنورة.. هذه البرامج التي تستهدف طلبة المدارس من خلال 25 ألف مدرسة يُفترض أن تُعمَّم، وأن تشمل جميع مدارس وجامعات المملكة وكل فئات المجتمع لمحاصرة هذا الوباء الذي يراد من خلال تفشيه إضعاف المملكة والسيطرة عليها بعد أن فشلت أساليبهم التقليدية.
JAZPING: 9999