أبحرتُ في أحلامي والآن مع يقظتي التي هي أعمق أحلامي، فكان في الطليعة من ذلك استنتاج دفعت به مجموعة من الحقائق تشير إلى قدر خلقت به، وآخر أعيش به.
ووجدت أن العيش مع الصحة والرفاهية، أو مع المرض المعنى فيهما مختلف..
..وإن كان كل ما فيني ينبض بمؤشرات الحياة التي أتمسك بها خوفاً من المجهول حين المصير، فلا أحس بأمن وطمأنينة إلا حين اقترب برجاء وأمل من رحمة الله فأجد فيها بلسماً يمنح الأمن والطمأنينة إذا قارنت بكل فعل أو عمل قدر علي ممارسته في حياتي اليوم.
إن كل ما أمارسه هو قدر في هذا الطريق الذي مع بدايته ولِدتُ ونهايته حُجِبت عني حتى يأذن الله بغير ذلك.
القصد أن حالة المرض المعنى فيها زاخر بفهم يجرد هذه الأحلام وتلك اليقظة من المزيد لاستيقظ على حقيقة الواقع من أصله وفصله ومكانه وزمانه، فالمرض حتى لو جاء بألم فمعه تستقر الرؤية ويطمئن الخاطر إلى المصير.
المرض لا أحد منا يريده، أو يريد أن يتلبسه ولكن المعنى الروحي فيه تتجلى معه حقيقة الوجود والعدم لندرك المسافة بين الخُسرِ ومعنى الإيمان والصبر، والمؤكد أن هذه الآية تفسر وجوداً قُدِّرَ علينا ولابد أن نعيشه والطلاسم نتجاوزها مع الألم، وتلك إحدى منافعها.
وأيضاً سندرك أن التمسك بالحياة يستمد معناه من الألم فالألم والمرض من المعطيات التي تفسر معنى الحياة، وتجعل للوجود معان ربما تغيرت بها الحياة.
وعود على الحياة وممارستها فإن الألم مصدر وعي وإحساس بمعانيها، وصياغة الوجود والمناهج، ويكفي أن ندرك أن الاحتساب والصبر على أنواع الألم تجربة فيها الجزاء والرحمة والمغفرة والصبر متى صار الاحتساب أمراً أساسياً فيما بدى وما نحن على طريقه، وذلك وفق معانيه ومقاصده، والاعتقاد فيه قوة حيث إن قوة المعتقد من قوة الاعتقاد.
وما أشرنا إليه يؤكد أن للألم والمعاناة بالجسد انعكاساً على الحياة لا يمكن الإحساس به إلا حين التعرض له، والله سبحانه وتعالى في كل الأحوال كريم تسبق رحمته عقابه، والله المستعان.