مشهدان متناقضان تماماً وقفت عليهما، أثناء مراجعتي لجهتين حكوميتين، المشهد الأول في كتابة العدل شمال الرياض حين أنهيت إجراءات نقل ملكية أرض، وتفاجأت بالفوضى وغياب التنظيم حتى انه يتوجب عليك أن تقف في طابور طويل منذ الساعة الخامسة فجراً للحصول على رقم تكمل من خلاله إجراءاتك!! تذكرت تصريحات مسؤولي وزارة العدل عن التطوير والخدمات التقنية التي يتحدثون عنها إعلامياً بينما على أرض الواقع ليس هناك سوى الزحام وعدم الترتيب.
المشهد الثاني كان في الأحوال المدنية - فرع طريق الوشم - وكنت قد حصلت على موعد المراجعة عبر الإنترنت، ووجدت أن الأحوال قد تبدلت إلى التعامل الراقي والمنظم والمريح، حتى أنني أنهيت إجراءات استخراج بطاقة ابني خلال عشر دقائق فقط، بالفعل هنا تشعر أن نقلة كبيرة يعيشها هذا المرفق الخدمي المهم الذي عاش لسنوات ماضية كأسوأ مرفق من حيث التنظيم والخدمة.
وما بين هذين المشهدين أكثر من علامة ومفارقة، ففي الوقت الذي اجتهد مسؤولو وزارة العدل بالظهور الإعلامي والتصريحات الرنانة عن تطوير خدماتهم، بينما الواقع بعيد عن تلك التصريحات، وهنا الفهم الخاطئ للإعلام واعتباره وسيلة للتلميع وإخفاء العيوب، بينما في الأحوال المدنية شاهدنا التطوير على أرض الواقع ودون فرقعات إعلامية.
ما ينشده المواطن من المسؤولين أن ينشغلوا بالعمل على الأرض وليس فقط على صفحات الجرائد.