كنت أعتقد وربما يشاركني هذا الظن الكثير من الزملاء أن جيل المبتعثين للجامعات العالمية الذي تجاوز تعدادهم (125) ألفاً وقد يصل الرقم إلى (200) ألف مبتعث سيحدثون بعد عودتهم تغييراً في نواحٍ عدة: ثقافية، وأكاديمية، ومهنية, واجتماعية. بل إن البعض يراهن عليهم بقوة ويعتبرهم قادة التغيير الأكاديمي والمهني... ورغم هذا الاندفاع أشعر أن هذا الاعتقاد تزحزح عن موقعه بعد افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي افتتحه معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة أكثر من (34) دولة و(400) جامعة عالمية بالإضافة إلى خبراء وقيادات التعليم العالي بالعالم. والسبب أن هناك روحاً طلابية وشبابية جديدة في الداخل مقبلة على التعليم والتحصيل العلمي والرغبة الشديدة في التخصصات العلمية في العلوم الأساسية والتطبيقية. والتعرف على التخصصات الحديثة في الجامعات الداخل والخارج... هذه الروح الجديدة كانت مؤشراتها عالية تخص مليون طالبة وطالب سعودي في جامعات الداخل وأكثر من (400) ألف خريج ثانوية عامة متوقع تخرجهم هذا الفصل الدراسي. وهنا لا بد أن تتنبه وزارتي التربية والتعليم العالي إلى تلك الروح الجديدة التي حدث داخلها تغير إيجابي انعكس على تطلعاتها... المجتمع يعيش حالة من التغيير تتمثل في قوة الدافعية لدى المجتمع وتحوله من خامل وسلبي ومحايد إلى نشط بتجاه التعليم العالي والتخصصات ذات الاستثمار الطويل. فتجد في المعرض الدولي الأب وأبنائه والأم وبناتها والطالبات والطلاب جماعات ومنفردين يتحاورون مع إدارات الجامعات حتى يقرروا وفق خياراتهم... المحفز الثاني التنافسية ومنطلقاته الطلاب والعائلات في اختيار التخصص والجامعة وبلد الدراسة في الداخل والخارج والتنافس على نوعية وأسلوب التعليم. إذن قراءة المشهد تغيرت مع روح الدافعية والتنافسية لدى المجتمع، فهذه الروح الجماعية الوثابة طارئة على مجتمعنا الذي كان إلى وقت قريب غارق في التخصصات النظرية والإنسانية وكانت التخصصات العلمية والتطبيقيه تكاد تكون مقصورة على فئات اجتماعية محدودة فهل تعيد وزارة التعليم العالي والجامعات تقييم الجامعات والدراسة الأكاديمية والتوسع في التخصصات العلمية التي تتوافق مع طموح المجتمع ومتطلبات سوق العمل.