يعتبر مهرجان الجنادرية (26) في هذه الفترة هو فرح المهرجانات العربية وعروسه بل قمة المهرجانات لمملكة أسس وبنى قواعدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وتابع المسيرة الأبناء البررة مع كل معطيات العلم والتقنية... وها نحن اليوم في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث تحظى هذه التظاهرة الثقافية كل عام برعاية كريمة من لدنه أدامه الله، ورغم صراعات الحضارة واستحداث تصورات جديدة للحياة في الغرب بقيت المملكة والحمد لله على الثوابت الدينية والثقافية وتحديات الكارهين لهذا الكيان الراسخ البنيان. وقد أبدعت بلاد الحرمين الشريفين وتميزت بفضل من الله بخصوصية رائعة.
وبالغالب يضم مهرجان الجنادرية في أجندته كما عوّدنا برنامجاً يبدأ بسباق الهجن، الأوبريت (فرحة وطن) يروي قصة التلاحم القوي بين القيادة وأبنائها والفرحة العارمة بعودة سيدي خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن سالماً معافا والحمد لله، سباق الفروسية والتحمل، الشعر الشعبي ، الفنون الألعاب الشعبية، العروض التراثية، بيوت وما تحمله من تراث لبعض مناطق المملكة، الأزياء الشعبية معرض للكتاب، مركز الوثائق والصور. في كل عام يكون لتحفيظ القرآن الكريم شمس تسطع بالإيمان لأن هذا الكيان نبع من كتاب الله وسنة نبيه المطهرة وفيها نجد أكثر من عشرة الآف طالب وطالبة في سباق خادم الحرمين الشريفين لحفظ كتاب الله.. تم تكريم شخصية هذا العام الدكتور/ عبدالوهاب ابو سليمان وكذلك تضم الجنادرية كما عودتنا كل عام استضافة ما يزيد عن (200) مفكر وأديب وعالم من مختلف دول العالم تحت سقف الحوار الهادف البنّاء ويأتي ضيف هذا العام (اليابان). تضم الجنادرية (26) ما يزيد عن (300) حرفة متنوعة لتبقى في ذاكرة المواطن والزائر ويشارك أكثر من عشرين فرقة شعبية من مختلف مناطق المملكة. وبهذا نجد أن الجنادرية أصبحت حضارة تغزو العالم بدلالات ثابتة من تاريخ أصيل يتحدث بكل أمانة مسيرة هذه الأمة وحضارتها بشكل لا مبالغة فيه تراه العين المجردة واقعا ملموسا فوق ثرى هذا الوطن المعطاء ليسجله التاريخ بمداد من ذهب بصفحة ناصعة تُميز شخصية السعودي بكل التقنيات الحديثة ممزوجاً بالموروث الذي يضرب بأطنابه رسوخاً فوق رسوخ لتاريخنا العريق ليُصبح مدرسة لحقت بركب الحضارة وسبقته دون المساس بتميز هويته. لذا نجد أن ما يميز هذا الشعب هو الارتباط الوثيق بين القيادة والشعب والحفاظ على الهوية والموت دونها... ماؤه زُلال قراح ينبعُ من منهل الخير ويصب في نهر الوحدة الوطنية كيانا واحدا ولحمة واحدة وهدفا واحدا لكلمة واحدة (سعودي). الجنادرية هي ترجمة للمحبين الذين يعشقون المملكة بصلابتها وأمانتها ووفاءها وسهم في صدور الحاقدين الحاسدين ليقفوا في ذهول أمام عملاق كبير ليبقوا في التاريخ أقزاماً لأن المملكة بفضل الله قالب واحد بروح واحدة مليك وحكومة وشعب.