يتمتع هذه الأيام المجتمع السعودي وخصوصا بمدينة الرياض بمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني. أتحيت لي يوم أمس فرصة زيارة هذا المهرجان العريق بعد غياب عنه دام أكثر من خمس سنوات حقيقة لأتفاجأ بتطور مهول يشكر عليه جميع القائمين على هذا المهرجان. رأيت بعيني ما لم يخطر على ذاكرتي أبدا مهرجان دولي بجميع المقاييس نفتخر به نحن السعوديين. والذي أصبح معلما من معالم المملكة العربية السعودية. كنا سابقا في زيارة المهرجان وأقصد مهرجان الجنادرية نضطر إلى الذهاب إليه نهارا، وأقصد من أول النهار لتحاشي حلول الظلام علينا ونخسر فرصة الاستمتاع بالمهرجان، أما الآن فأصبحت الجنادرية كالبدر في سماء الرياض؛ فقد أعجبني حسن التنظيم والإنارة التي حولت ظلام المنطقة التي يقبع فيها مهرجان الجنادرية إلى قمر مضيء. لا أخفيكم أنني استمتعت ولست هنا أبالغ في الموضوع، بل هي الحقيقة التي لا مفر منها. فقد امتطيت البعير مع ابني عبد الله ذي الست سنوات وهو لأول مرة في حياته يمتطي البعير، وركبنا وسيلة النقل القديمة التي يسحبها الحمار، أو ما تسمى (الحنتور أو الحنطور) كان يوما جميلا بالنسبة لي حقيقة. مما شد انتباهي هو كثرة الوافدين من دول أوروبية لزيارة هذا المهرجان الذي أصبح من وجهة نظري عالميا، وتحدثت مع أناس قدموا من دول أوروبية لأخذ رأيهم تجاه هذا المهرجان فسمعت مالم أصدقه من بعضهم؛ حيث قال لي وافد أمريكي دعوته لتناول فنجان قهوة معي إن مهرجان الجنادرية سوف يصبح يوما ما أهم من أكبر الاحتفالات العالمية في شتى المجالات إن لم يكن كذلك الآن والدليل كثرة الوافدين الأجانب الذين قدموا من عدة دول عنوة لزيارة هذا الاحتفال العالمي. ما أدهشني أيضا هو مشاركة دول الخليج في هذا الاحتفال، كالبحرين والإمارات وعمان والكويت وغيرها في عروض منتجات قديمة كانت قمة في الروعة والجاذبية للزوار. نعم ستة وعشرون عاما على هذا الاحتفال الدولي جديرة بأن يكون هو الاحتفال العالمي الأول على مستوى العالم، نقولها كسعوديين ونحن نفتخر بهذا الشيء الرائع والجميل. نعم احتفال رائع وجميل حفظ لنا تراثنا الجميل الذي هو مصدر فخر لنا عندما كانت الحياة بدائية في الماضي أيام الآباء والأجداد. أضف إلى ذلك أن ما يشاهده الأبناء في الجنادرية يبين مدى التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية في ظل قيادة حكيمة خلال سنوات وهو ما يعتبر معجزة للتاريخ، أقول هذا الكلام والمجاملة لا تجد إلى حديثي هذا طريقا لأجامل فيه أحدا البتة. في جناح البحرين تذوقت الحلوى البحرينية القديمة وكانت قمة في الطعم. في جناح الإمارات تذوقت القهوة الإمارتية التي لا تختلف كثيرا عن قهوتنا السعودية بحكم العادات والتقاليد الخليجة المتشابهة نوعا ما ولكن شد انتباهي غرفة تجهيز العروسة قديما في الإمارات وما تحويه من أشياء قديمة كانت رائعة بكل المقاييس. في جناح جازان شاهدت طحن السمسم باستخدام البعير وهو ما أدهشني أيضا.في جناح منطقة القصيم مسقط رأسي شاركت في العرضة النجدية مع مجموعة شباب كلهم مرح ونشاط وحيوية وود واحترام للزوار. كلمة حق تقال لهذا المهرجان الرائع والجميل مفخرة لنا كسعوديين في الحفاظ على حضارة رائعة جميلة أعتقد يتمناها كثير من شعوب العالم وأخص بالذكر دول العالم الغربية التي تحاول جاهدة إيجاد تراث لها بشتى الوسائل ففي أستراليا وضعوا الكنغر أو (الكانقرو) رمزا لتراثهم وفي بريطانيا وضعوا ساعة (البج بن) وكذلك القلاع التي من أشهرها قلعة (ماويس) أيضا نحن كسعوديين نفتخر بما هو أعظم من ذلك إنه مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة والذي يحفظ لنا تراثنا وثقافتنا على مر العصور.
إعلامي ومحاضر لغة إنجليزية في الكلية التقنية بالرياض
Vip931@hotmail.com