أن تُعدل خسارتك بفارق هدفين إلى فوز.. في مباراة خارج ملعبك.. وفي بطولة قارية مُهمة.. فهذا أمر يصعب تحقيقه.. سوى من فريق مُتمرس وبطل.. ويملك النجوم القدرة على قلب موازين القوى.. ولذا فلا غرابة عندما عدَّل الهلال نتيجته أمام (الجزيرة) الإماراتي من خسارة إلى فوز..!
الهلال استطاع تعديل وضعه.. بعد أن نجح الجهازان الفني والإداري بأسلوب بارع في بناء الطموح للفريق ما بين شوطي المباراة داخل نفوس اللاعبين.. ولعلكم لاحظتم مدى الإصرار على الظهور بشخصية الفريق (المعروفة) التي قادته للفوز..!
لكن أحياناً.. يُقدم الفريق مستويات لا تتماشى نهائياً مع إمكاناته الحقيقية.. إما بسبب اللاعبين أنفسهم.. بعدم جديتهم.. ومحاولة استعراض مهاراتهم الفردية على حساب المجموعة.. أو من خلال بعض الأخطاء التي يرتكبها الجهاز الفني..!
والمُشكل حقاً أن هذه (الظاهرة) لازمت الهلال في أكثر من بطولة قارية.. وكُنا نعتقد بأن هذه الظاهرة قد زالت تماماً من (قاموس) الهلاليين عقب الخروج من فريق ذوب أهن الإيراني الموسم الفائت بَيْد أنها تكررت بنفس السيناريو أمام سباهان الإيراني.. وكادت أن تحضر في مباراة الجزيرة الإماراتي لولا أن الهلال استطاع أن يتدارك الوضع..!
وعلى كالديرون أن يُدرك بأنه ليس من العيب أن يُجرب المرء ويُخطئ.. ولكن المُشكلة أن يستمر على الخطأ.. على رؤيته للصواب.. فمن العبث أن تُعرّض شباكك للاهتزاز باتباع أسلوب هجومي دائم.. وهو يعرف أن هجمة واحدة للخصم ربما حسمت المباراة.. ويبدأ معها في إشكالية تعديل النتيجة..!
وإذا كان هُناك ضعف.. أو عدم توازن في منطقة الدفاع.. أو أن يقول كالديرون أو غيره ليس من المنطق بأن يكون خط الظهر كاملاً بمستوى هوساوي.. إذاً لا بد من اللجوء للحلول البديلة.. ومن العبث حقاً أن لا تؤمِّن الدفاع (بمحوري) ارتكاز يكونان ساتراً لدفاع فريقهم.. خصوصاً إذا ما علمنا بأن المحور الوحيد رادوي يؤدي أدواره الهجومية أكثر من الدفاعية..!
أنشودة المطر..!
لم يكن التعاون في صعوده لدوري زين.. ضيفاً عادياً.. بل صعد ليُثبت حضوره.. وصعد ليبقى.. عاد لدوري الأضواء والشهرة ليُري الجميع جماله.. ورونقه.. ورشاقته كفريق مُبهر بحضوره.. وبنجومه.. وجماهيره..!
نُهنئ التعاون بهذا الفريق المُبهج.. بانتصاراته.. ونجومه الكُثر.. نهنئه لأنه فعلاً فريق يستحق التهنئة.. ويستحق أن نُشيد بعطائه.. وعطاء لاعبيه.. وروحهم العالية..!
فالتعاون.. أو برازيل القصيم.. أو سكري القصيم.. أي اسم ينطبق على هذا الفريق المُبهر.. لعب بمستوى فني جميل.. دخل التعاون هذا الموسم وأفراده بثقة الفريق البطل.. الواثق والمؤمن بقدراته.. وإمكاناتة العالية.. وأحقيته بأن يكون فارساً من (فرسان) زين..!
مباراة التعاون الأخيرة أمام الفيصلي.. كانت أنشودة (المطر) لم يكتبها الشاعر العراقي بدر السياب.. بل كتبها نجوم التعاون.. بعد أن تغنوا بالملعب بأجمل الفنون الكروية.. ولم يشدُ بها فنان العرب محمد عبده، بل تغنى بها جميع نجوم برازيل القصيم.. وجماهيرهم رددت بالملعب: غيم يا غيم وانزل يا مطر.. هذا التعاون ما يهزه خطر..
مَنْ.. الصادق..؟!
ما زلت أجدني غير مستوعب للرأي الصادر من الأمريكي عيسى باهار ميست خبير لجنة الحكام الرئيسة في اتحاد كرة القدم.. في تعليقه على قرارات الدولي سعد الكثيري في لقاء الأهلي بالنصر.. ومصدر عدم الاستيعاب ليس لأن الخبير صادقَ على قرارات الكثيري.. بل للاختلاف الفاضح بين رأي الخبير والمحللين الآخرين بما فيهم (مُستشار) لجنة الحكام محمد فودة..!
اختلاف المُقيمين ربما يحدث حول حالة تحكيمية واحدة من خلال موسم.. لكن أن يحدث اختلاف على ثلاث حالات في مباراة واحدة.. فهذا محور قضايانا ومشاكلنا التحكيمية.. وهذا التباين يولد لدى المتابع بأن التحليل القانوني لأغلب المباريات يخضع لميول المحلل أولاً.. ثم لأمور أخرى كعلاقة المحلل مع الحكم..!
هذه الاختلافات.. تُمثّل لنا واقعاً مؤسفاً يعني الكثير والكثير.. ولم يتوقع أحد أن نسمع ما سمعنا.. بصرف النظر عن من هو المُحق.. الخبير.. أم المُحللون (؟!) فالواقع يقول بأن أحد الطرفين ما عندك أحد.. إما أن يكون الخبير أو المُستشار..!
آخر الكلام
بات دوري الدرجة الأولي مُزعجاً للفرق بكثرة مبارياته فـ30 مباراة أعتقد أنها مُرهقة لأي فريق ولتجاوز ذلك فأرى أن الحل الأمثل هو زيادة فرق الدوري مع تقسيمهم إلى مجموعتين خصوصاً أن التقسيم نجح في دوري الدرجة الثانية.