في إنجاز أمني كبير، أطاحت الأجهزة الأمنية تهريب كمية كبيرة من المخدرات، خلال الربع الأول من العام الجاري 1432هـ، تُقدَّر قيمتها السوقية بـ»411.903.521» ريالاً، والقبض على «478» شخصاً؛ لتورّطهم في جرائم تهريب،
وترويج مخدرات، مما يدل على كفاءة جهود رجال مكافحة المخدرات، والتي شهدت بها مؤسسات رسمية، وهيئات دولية، ومحافل عالمية، إضافة إلى تقارير المنظمات الدولية.
باتت قضية المخدرات من القضايا الأمنية البالغة التعقيد - محلياً وإقليمياً ودولياً -، فالمخدرات آفة سرطانية، تنخر في جسد الأمة. وتُعتبر السعودية من أكثر دول العالم استهدافاً بالمخدرات، وفق تأكيدات رسمية في هذا الصدد، وعلى نحو لم يكن معهوداً في السابق، بُنيت على مؤشرات إحصائية؛ لتتجاوز حملة الاستهداف على هذه البلاد وشبابها، إلى حرب معلنة، تستنزف ثرواتنا وعقولنا.
نجاح العديد من العمليات النوعية لهذا الجهاز الأمني، ومنها: إحباط تهريب، وترويج مخدرات قيمتها مليار وأربعمائة مليون ريال، دليل على إرهاق عصابات المخدرات، وجماعات التهريب، والقضاء على بؤر الفساد، وكشف خطط المفسدين، والتي نجحت - بفضل الله - في القضاء على مشاريعهم في ترويج تلك السموم، مما حقق الكثير من النجاحات على المستوى الأمني. والتأكيد على أن السياسة التي تنتهجها الأجهزة الأمنية لمكافحة المخدرات، تندرج وفق خططها الإستراتيجية الرامية إلى منع تفشي تلك الآفة، وتجفيف منابع التهريب على المستويين - الداخلي والخارجي -، على الرغم من أن دولاً أخرى متقدمة، لم تتمكّن من إحراز الإنجازات الأمنية، التي وصلت إليها السعودية في مجال مكافحة المخدرات.
مثل هذا الإنجاز، يُعتبر نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله، متمثلاً ذلك في حراسة الثغور على الحدود، وحماية الأمن الداخلي. وهو - بلا شك - سيُجيّر لرجال مكافحة المخدرات، نظير إخلاصهم، وشجاعتهم؛ لإحباطهم مخططات المفسدين، التي تتربص بهذه البلاد، وشبابها.
الأرقام التي ذُكرت في البيان، والكميات الهائلة التي أُعلن عن إحباطها، مخيفة - أمنياً واجتماعياً واقتصادياً -، إلا أن الإنجاز سيكون حافزاً لكل من عمل في هذا المجال؛ لمضاعفة الجهد، وبذل الوسع، وزرع روح التحدي، في سبيل المحافظة على الوطن، وشبابه، ودرء كل ما من شأنه وقوعهم في هذا الداء الخطير. ألا يحق لنا بعد ذلك، أن نفخر برجال أمننا، فما تم هو إنجاز رائع، ومشرّف لكل مواطن ومقيم، لما له من أثر ملموس في تحقيق الأمن، وحماية البلاد والعباد.