طهران - أحمد مصطفى - (ا. ف. ب):
تفجَّر الخلاف الكامن بين أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد وبين رجال الدين المحافظين التقليديين الذين يتقاسمون السلطة في إيران ليظهر إلى العلن هذا الأسبوع راسماً في الوقت نفسه ملامح معركة الانتخابات التشريعية لعام 2012م. فقد جاءت محاولة إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي الفاشلة لتشعل النار مع الانتقادات الحادة التي وجهها المحافظون المتشددون لرجال الرئيس وخاصة لمدير مكتبه ومستشاره الرئيسي اصفنديار رحيم مشائي الذي يثار حوله الكثير من الجدل.
وبعد أن أعلنت وسائل الإعلام استقالة مصلحي القريب من المرشد الأعلى علي خامنئي إثر محاولة هذا الوزير إقالة أحد أقرب مساعدي مشائي ما لبث أن تدخل خامنئي لفرض بقاء مصلحي في منصبه موجهة بذلك صفعة للحكومة سرعان ما استغلها المحافظون المتشدّدون في مهاجمة الرئاسة.
وتركّز هجوم وسائل الإعلام والمسؤولين المقرّبين من هذه المجموعة على مشائي المتهم بقيادة «تيار انحرافي» داخل السلطة التنفيذية.
من جهته قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إن هناك مخاوف وقلقاً من الأخبار التي أكّدت على وجود تيار منحرف داخل النظام يسعي لضرب الثورة من الداخل.
وقال جعفري في حديث لوكالة فارس المقرّبة من الحرس الثوري: إنه ووفق المعلومات فإن هناك شخصية سياسية معروفة تقود ذلك التيار المنحرف.
ولم يوضح جعفري (اسم تلك الشخصية) لكن المؤشرات تشير إلى حكومة الرئيس أحمدي نجاد التي اتهمها النواب باحتضان عناصر تكن العداء للمرشد خامنئي مثل علي جوان فكر مدير وكالة إيرنا ورحيم مشائي كبير المستشاريين للرئيس نجاد.
وعبر قائد الحرس الثوري في حديثه الصحفي عن حزنه إزاء صمت الرئيس نجاد في مقابل أخطاء المقرّبين منه.
وقال: إن الانحراف الجديد سيكون من داخل جبهة الأصولية وإن هذا الانحراف سيترك تداعيات على الثورة.
وأضاف: إن هذا الانحراف يشكل خطورة أكثر من اعتراضات 12يونيو 2009 عقب الانتخابات الرئاسية لأن هذا الانحراف سيكون من داخل أسرة الأصوليين.
وكان عدد من النواب في البرلمان قد عقدوا أمس الأحد جلسة خاصة أبلغوه من تحذير البرلمان إلى شخصه بمساءلته في حالة قيامه بعزل الشخصيات والوزراء وحذّر أولئك النواب الرئيس نجاد من شخصيات مقرّبة منه تسعى للإيقاع بينه وبين المرشد خامنئي.