|
الجزيرة - الرياض :
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تبدأ يوم غد الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى الجاري في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فعاليات «ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» الذي ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بمشاركة نخبة ممن تشرفوا بكتابة المصحف الشريف ومن المهتمين بعلم الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي وزخرفته.
وقد أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لهذا الملتقى تأتي وساماً نعتز به أيما اعتزاز، فلقد سبق لهذا المجمع المبارك أن نظم خمس ندوات علمية، جمعت لفيفاً من علماء المشرق والمغرب لتبادل الآراء والخبرات فيما يعزز مسيرة خدمة كتاب الله، وإني لأحسب أن المجمع قد غدا يمتلك رصيداً معرفياً من الخبرات العلمية والعملية، تعينه - بعد توفيق الله - على المضي قدماً لبلوغ ما يطمح إلى تحقيقه لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة.
وأوضح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أنه من خلال هذا الملتقى المبارك يجتمع كتبة المصحف الشريف ليتبادلوا الرأي في تجربة كل منهم لتحسين أشكال الحروف التي يخطونها، وإبراز جماليات تركيبها، وتحقيق ما يسميه أهل الفن بالنسب الفاضلة، وما يرونه من محاولة التوفيق بين معاييرها، وبذلك يكون الملتقى قد حقق بعض أهدافه في تقديم النص القرآني على أحسن حال، وذلك من حيث حروفه مفردةً ومركبة، واتساقها في سطورها حتى تغدو بهجة للناظرين، إلى جانب رعاية علمية متكاملة في قواعد المرسوم والضبط المعروفة في علوم القرآن الكريم.
وواصل معاليه القول: كما يجتمع الخطاطون ومن لديه خبرة بصناعة الزخرفة والتذهيب في هذا الملتقى؛ ليعرضوا أمام الجمهور نماذج من إبداعهم وأعمالهم الفنية، ومما يثلج الصدر هذا البرنامج الثقافي الحافل صاحب الملتقى، وهذا المعرض العامر بالمعروضات المتميزة، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تأمل أن يكون هذا المورد العذب، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، رافداً لمسيرة خدمة كتاب الله في جميع أنشطته التي ينهض بها سواء في إصداراته، أو ندواته التي يعقدها، أو خدماته الجلّى، التي غدت بفضل الله معقد الآمال.
وأكد معالي المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أنه ما كانت هذه الجهود المباركة لتؤتي أكلها - بعد توفيق الله عز وجل - لولا هذا الدعم السخي الذي يتلقاه من لدن قادة هذه البلاد، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظهم الله جميعاً.
من جهته، قال سعادة الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي: إن الأمانة العامة للمجمع وهي تحتفي بهؤلاء الموهوبين في عالم الخط والزخرفة ليسعدها أن تحرص على أداء الرسالة المنوطة في رعاية كل ما يتصل بخدمة كتاب الله، ولا يخفى على أحد أهمية هذا الملتقى في الوقوف على قضايا رسمه، وكتابته، وتجويد خطوطه، وتحقيق جمالياتها بعد أن ازدهرت مسيرة الخط العربي، فكان من المفيد أن يجتمع أهل الفن ليتدارسوا فيما بينهم خصائص خط المصحف الشريف، وقواعده، ومعاييره، لتحقيق الإبانة والوضوح لكل حرف مفرد أو مركب، مع ما يتطلب كل نوع من أنواع الخط من أشكال ونسب فاضلة، ومن هنا كانت كتابة المصحف الشريف علماً قائماً برأسه يتقنه من يتقنه، ويحتاج إلى تمرس معرفي يدركه أهل الصنعة.
وفي نهاية تصريحه، عبر الدكتور العوفي عن سروره وشكره الجزيل لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، على ما قدمه للملتقى من توجيهات سديدة، ومتابعة حثيثة، كما شكر فضيلته الزملاء والإخوة أعضاء لجان الملتقى على ما بذلوه من جهود صادقة.