قلت مراراً وأعيدها تكراراً بأن خير هذه البلاد على العالم أجمع كالشمس التي تشرق فتضيء على العالم أجمع، وأبرز وأوضح مثال على ذلك كتاب الله الكريم، ونور الهداية العظيم الذي عنيت المملكة العربية السعودية فيه طباعة وتوزيعاً بأحدث وأرقى التقنيات والجودة في الطباعة والأوراق وبما يلائم مكانة المصحف الشريف بهاءً ورونقاً وتوزيعه مع تراجم معانيه بعشرات اللغات إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وهذا الصرح العظيم الذي يقوم على هذا العمل الجبار هو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هو لبنة وضع أساسها خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ومازال هذا الصرح الشامخ يتعاهد بالعناية والاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - أيدهم الله بعونه وتوفيقه - إيماناً منهم بما لكتاب الله من أهمية في حياة المسلم، وهو ترجمة صادقة لعناية ولاة الأمر بكتاب الله.
والمجمع لا تقف جهوده عند الطباعة والنشر الورقي والإلكتروني والوسائط من شرائط وCD بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بالجانب العلمي من خلال البحوث والدراسات وغداً تستضيف المدينة المنورة (الملتقى الدولي لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم)، كما يقام معرض مصاحب على هامش الملتقى الذي يشارك فيه 280 خطاطاً وخطاطة من واحد وثلاثين دولة، وهو امتداد للقاءات علمية سابقة نظمها المجمع انطلاقاً من الدور الرائد له وما يتصف به من مرجعية علمية للقرآن الكريم وعلومه، والتطوير والتقنية والتحسين مستمر لا يقف عند حدّ. وهذا من فضل الله علينا وعلى العالم الإسلامي.
والله ولي التوفيق.