|
الرياض - عبدالله أبا الجيش:
حقق المعرض الدولي للتعليم العالي في نسخته الثانية نجاحاً منقطع النظير سواء بعدد الجهات المشاركة في المعرض التي بلغ عددها الأربعمائة وثمانية وعشرون جهة أو عن العدد الهائل للزائرين للمعرض الذين توافدوا من مختلف مناطق المملكة رغبة في الحصول على قبول جامعي أو التعرف على التخصصات المتاحة في الجامعات المحلية وغيرها الكثير من الخدمات التي قدمها المعرض لزائريه، ووضعت الملحقيات الثقافية السعودية بصمة مميزة هذا العام وذلك من خلال إصداراتها التي تنوعت بين مؤلف ثمين أو كتيبات تعريفية عن بلد الابتعاث.
وعن النجاح الذي حققه المعرض هذا العام بين الأستاذ عثمان بن عبدالله الثابت المشرف على المعرض الدولي للتعليم العالي عن سروره البالغ بهذا الحضور الكبير لفئات المجتمع المختلفة من أكاديميين وطلاب وأولياء أمور للاستفادة من هذه الفرصة التي جمعت أفضل الجامعات العالمية تحت سقف واحد وكذلك التعرف على الجامعات السعودية الحكومية والأهلية وما لديها من أقسام وتخصصات مختلفة إضافة إلى خططها المستقبلية، مؤكداً أن هذا الحضور الغفير دليل على اهتمام المجتمع السعودي بالمعرفة والعلوم، وقال الأستاذ عثمان: إن الوزارة حرصت على أن يستقبل المعرض الزوار يومي الخميس والجمعة ليستفيد الجميع من هذه التظاهرة العلمية.
إلى ذلك أثنى الزائرون على ما وجدوه في المعرض من حسن تنظيم واختيار موفق للجهات المشاركة، فالأستاذ فؤاد بخاري بيّن أنه وجد في المعرض ضالته وهي الحصول على قبول جامعي في تخصص الهندسة الكيميائية التي عانى كثيراً للحصول عليه من المكاتب الأهلية، مبينا أنه حصل عليه في المعرض من دون عناء أو مشقة تذكر. أما الطالبة سحر الغامدي فامتدحت مبادرة الوزارة هذا العام في إسهام الفتاة السعودية للعديد من الأقسام مهيبة بقية القطاعات على حذو هذا المنهج مؤكدة أن المعرض فرصة ثمينة وفر على الطلبة الجهد والوقت بل حتى المال حيث إن قبولات الدكتوراه تباع عن طريق بعض المؤسسات التعليمية بمبلغ يصل حتى الخمسة آلاف ريال ولكنها مجانية ومضمونة في هذا المعرض آملة من وزارة التعليم العالي إقامة هذا المعرض سنوياً لما به من فائدة للجميع، أما الأستاذ ممدوح سيد فأظهر إعجابه الشديد لما رآه في المعرض من حضور قوي لأهم الجامعات العالمية مبدياً غبطته لأولئك الذين حصلوا على قبولات منها متمنياً أن يعود به الزمن إلى الوراء ليستطيع الدراسة بها ذاكراً أنها المرة الأولى التي يرى فيها مثل هذا الجهد المتقن في الحقل التعليمي.
(جناح الملحقية الثقافية في اليابان)
من جهة أخرى لقي جناح الملحقية الثقافية في اليابان إقبالاً كبيراً من زوار المعرض الدولي للتعليم العالي خصوصاً من الطلبة الراغبين في الدراسة بالجامعات اليابانية، وكان الجناح قد ضم عدداً من الكتيبات التعريفية باليابان والنظام الدراسي المتبع هناك إضافة إلى عدد من إصدارات الملحقية ومن أبرزها القاموس الياباني العربي الذي يعد نقلة نوعية في مجال الترجمة، وعن النهضة الثقافية والعلمية التي تشهدها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين، قال الملحق الثقافي في اليابان الدكتور عصام أمان الله بخاري: بات المعرض الدولي للتعليم العالي في نسخته الثانية تظاهرة ثقافية متميزة من حيث استقطاب الجامعات العالمية وهو برهان على ما وصلت إليه المملكة من تقدم في شتى المجالات العلمية والتقنية فعندما تشارك أكثر من أربعمائة جامعة من مختلف دول العالم هذا دليل ولله الحمد أن المملكة أصبحت مركز استقطاب فالمملكة الآن في المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد المبتعثين ونسبتهم إلى إجمالي السكان وعندما تنظر إلى العدد الكبير في عدد الجامعات ومراكز الأبحاث فكل هذا يدل على أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو دولة تعتمد على الموارد البشرية في بناء اقتصادها مبيناً أن اليابانيين يعتزون بنهضة الميجي وأنها هي أساس النهضة اليابانية وكان من سمات هذه النهضة ابتعاث الطلبة اليابانيين للخارج وعندما نحدث اليابانيين عن برنامج سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للابتعاث الخارجي وأنه سبعة وعشرين بالمائة من ميزانية الدولة تتجه للتعليم يقولون إننا الآن نعيش في نهضة أبي متعب وهي نهضة سوف نرى ثمارها بإذن الله ليس على المدى القريب وحسب ولكن على المدى البعيد أيضاً، وعن مشاركة الملحقية في معرض هذا العام بين الدكتور عصام أن الجناح يقوم بتعريف الطلبة الراغبين في الدراسة باليابان وجامعاتها المختلفة كما تضمن الجناح قاموس المصطلحات العلمية والهندسية والمتضمن أكثر من ستة آلاف مصطلح باللغة العربية واليابانية والإنجليزية الذي أصدرته الملحقية بدعم من وزارة التعليم العالي وباستطاعة الطلبة استخدام هذا القاموس عن طريق الشبكة العنكبوتية وكذلك عن طريق شبكة الجوال وهذا الإصدار وفر على الطلبة الجهد والوقت، مشيداً بمشاركة ثلاثة من المبتعثين في اليابان والدارسين في أفضل جامعاتها مبدياً سروره بانعقاد المؤتمر الثاني لمدراء الجامعات السعودية اليابانية الذي حضرته اثنان وثلاثون جامعة من المملكة واليابان وبوجود أقوى الجامعات اليابانية كجامعة طوكيو وأوساكا وغيرها من الجامعات المرموقة مبيناً أن هذا الملتقى الفريد من نوعه والذي ناقش فيه مدراء الجامعات السعودية نظرائهم اليابانيين برعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي حيث عقد المؤتمر الأول في اليابان، كما أكد الملحق الثقافي عن عزمهم لبناء علاقات متميزة بين المملكة واليابان والتي هي الشريك الثاني اقتصادياً للمملكة وأن المملكة هي أكبر دولة مصدرة نفط لليابان والعلاقات الاقتصادية متميزة جداً ولكن يجب علينا أن لا نستغني عن التعليم والثقافة والتكنولوجيا لتكوين شراكة إستراتيجية متعددة الأطراف ذاكراً أن وجود قرابة الثلاثمائة وخمسون مبتعث ومبتعثة في اليابان هو ليس فقط استثمار لنقل المعارف والعلوم ولكن كذلك هو استثمار في مستقبل الشراكة، واليوم نرى أحد نتائج هذه الشراكة وذلك بمشاركة اليابان كضيف شرف في مهرجان الجنادرية التي شاركت من خلالها جامعة توكاي اليابانية بسيارة تعمل بالطاقة الشمسية والحاصلة على المركز الأول عالمياً في المسابقات الدولية وطلابنا السعوديين يشرحون الآن عن هذه السيارة في مهرجان الجنادرية وهذه هي البواكير وليست الثمار وسوف نرى هؤلاء الشباب بإذن الله يصنعون مثل هذه السيارات في المملكة ويجعلون صنع في السعودية ماركة عالمية يشهد لها العالم أجمع مختتماً حديثه بقوله إن الثروة الحقيقية للمملكة ليست النفط والغاز وإنما هم شباب وفتيات المملكة العربية السعودية.
(جناح الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة)
إلى ذلك وفي المثلث الذهبي في المعرض الدولي للتعليم العالي أقامت الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية جناحها الذي اكتظ بالطلبة الراغبين بالدراسة في مختلف الجامعات الأمريكية إضافة إلى أولئك الذين توافدوا للجناح لمشاهدة الفيلم الوثائقي عن الدراسة في أمريكا والذي قامت الملحقية بإنتاجه، الجناح الذي اشتمل على قاعة مصغرة للاستشارات ومقابلة الزوار الذين رغبوا كذلك في لقاء الملحق الثقافي متميزة عن قريناتها بهذه الخدمة (الجزيرة) قامت بزيارة الجناح والتقت بالملحق الثقافي الدكتور محمد بن عبدالله العيسى الذي باسمه وباسم الطلبة المبتعثين في الولايات المتحدة رفع آيات الشكر والعرفان الأمريكية للقيادة الرشيدة ولوزير التعليم العالي ونائبه على الجهد المتميز الذي بذل في المعرض الدولي للتعليم العالي في نسخته الثانية الذي لقي إعجاباً شديداً من مرتاديه، مبينا أن الملحقية لم تشارك بالمعرض العام الماضي واقترحت على مقام الوزارة بمشاركة الملحقيات الثقافية ومنها الملحقية الثقافية في أمريكا ليكون لها دور ومشاركة ونحن في هذا العام ولله الحمد استطعنا أن نشارك بجناح وجناح كبير كما شارك معنا عدد كبير من الجامعات الأمريكية الذي فاق عددها الخمسون جامعة منها جامعات ذات ترتيب مرتفع عالمياً كجامعة كولمبيا وجامعة كورنيل وجامعة ييل وغيرها العديد من الجامعات المعروفة على مستوى العالم وليس على مستوى الولايات المتحدة فقط, وعن مشاركة عدد من المبتعثين في الولايات المتحدة في جناح الملحقية قال: شارك في جناح الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية سبعة أشخاص على رأسهم الملحق الثقافي ومبتعثتان ومبتعثان من الطلبة المتميزين الذين استقطبتهم الملحقية لهذا الشأن تشجيعاً لهم على تميزهم وأيضا شاركت معنا المسؤولة عن وحدة الأطباء والطبيبات والعلوم الطبية الدكتورة سمر السقاف وأيضا أحد المختصين في الملحقية عن طلبة الصيدلة وكان لمشاركتهم الأثر الكبير في نجاح قسم الملحقية، وعن الخدمات التي يقدمها المعرض لمرتاديه قال: كما رأيت العدد الهائل من الزوار لجناح الملحقية للاستفسار كذلك قمنا بطبع الكثير من الكتيبات والمنشورات التي تحتوي على كيفية الدراسة في الولايات المتحدة وكيفية الحصول على قبولات وغيرها من الأمور التي تجيب عليها هذه الإصدارات وكذلك احتوى المعرض على الأسطوانات المدمجة التي شملت تعريفاً بالتخصصات المختلفة كالطب والإدارة والعلوم الأخرى كما احتوى المعرض على شاشتي عرض كبيرتين تعملان طوال المعرض أحدهما تعرض موقع الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة والأخرى تمثل برنامجاً خاصاً يسمى بالبرنامج التعريفي قامت الملحقية بإنتاجه العام الماضي يتضمن أربعة أجزاء يتحدث فيه الجزء الأول عن مرحلة حصول الطالب على البعثة وقبل سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية والجزء الثاني يتحدث عن الملحقية ومهامها وواجباتها إضافة إلى الأمور المترتبة على المبتعث والجزء الثالث عن القانون والتوثيق في الولايات المتحدة الأمريكية وأخيراً الجزء الرابع الذي يغطي التعليم العالي في الولايات المتحدة, وعن فعالية الجناح ورسالته التي يريد توجيهها للزوار قال سعادته: حرصنا أن نكون متواجدين وحرصنا على المشاركة والإجابة على جميع الأسئلة التي في ذهن مرتادي المعرض وخصوصاً أن الغالبية العظمى هم من الشباب والفتيات الذين وجدنا منهم رغبة شديدة في إكمال تعليمهم, وعن مشاركة الجامعات الأمريكية هذا العام أوضح قائلاً: من أكثر ستة أشهر والملحقية الثقافية تتواصل مع الجامعات المتميزة لمشاركة أكبر عدد ممكن لها كما ذكرت سابقاً حيث شاركت قرابة الثماني جامعات ذات التميز العلمي المرتفع حرصنا أن تكون مثل هذه الجامعات الأكثر تواجداً في المعرض وسوف يكون كذلك بإذن الله العام القادم مشاركة أكبر لهذه الجامعات المتميزة, وعن قرب موعد تخريج دفعة جديدة من المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية وتوفر فرص العمل لهم أجاب د. العيسى: أن الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية وكما تعود طلابها منها سنويا أن تقيم حفل تخرج سنوي وهذا العام يصل عدد الخريجين والخريجيات إلى قرابة الخمسة آلاف في تخصصات مختلفة كما أنه في هذا العام ولأول مرة الملحقية سوف تقوم بمشاركة القطاع الخاص حيث سوف يشارك معنا أكثر من مائة وخمسين شركة ومؤسسة سعودية إضافة إلى جميع الجهات السعودية والعديد من القطاعات والجهات الحكومية وأن نعطي فرصة لأبنائنا من خلال العمل في القطاع الخاص وإعطائهم فرصة ليستقطب القطاع الخاص أكبر عدد منهم كما سوف يصاحب حفل التخرج يوم المهنة التي سوف تشارك فيه الجهات السابقة وأيضاً سوف يصاحبه حفل تدشين المبنى الجديد للملحقية الثقافية الذي سوف تنتقل إليه إن شاء الله قريباً والذي سوف يقوم بافتتاحه معالي وزير التعليم العالي ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية وهو مبنى متميز ملك للدولة يقع في ولاية فرجينيا في منطقة فيرفاكس ويتكون من ثمانية أدوار وبانتقال المبنى سوف تكون هناك نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها الملحقية للمبتعثين.