دائما ما أكرر بأن التطرف في كل الاتجاهات مرفوض، فالتطرف في الجانب الديني، يعني التشدد، وإغلاق أبواب الاجتهاد، ومعه توصد أبواب الحوار، وتتحول لغة الحوار إلى لغة العنف وهو أمر مرفوض يرفضه الدين الذي جاء ليزرع التسامح ويأمر باللين والرفق، كذلك التطرف في الجانب الانفتاحي، على كل ما هو غربي مستورد، سواء في الفكر، أو في أسلوب العيش والحياة، بما لا يتفق مع شرعنا وهدي ديننا، حتى نرى بأن المجتمع، تحول إلى نسخة مقلدة، لشكل من أشكال الحياة في أوروبا أو أمريكا، في كل ما حملته من صور لأساليب حياتية ومعيشية، غير صحيحة يرفضها الدين، ولا تتناسب مع تعاليمه، وتتعارض مع تقاليد المجتمع الأصيلة، وما هو أجمل من هذا وذاك هو (نشر مبدأ الوسطية ومنهج الاعتدال) والذي يجب أن يتم الحوار عنه، وتكريسه في مدارسنا، وتسخير مناشط المدارس، حتى لا ينشأ لدينا جيل فاقد لهويته بسبب انجراره خلف إغراءات الحياة التي لا تعترف بحدود وضوابط لطريقة العيش السليم، أو ينشأ لدينا جيل نتيجة تأثره بالآراء الدينية المتشددة، والتي تغلو في الدين، وتغلق باب الحوار حولها، وبالتالي لا يعترف، بغير لغة العنف في حواره مع من لا يوافقه الرأي.
faya11@maktoob.com