واضح هذا الجدل غير المبرر والتناقض غير المفهوم فيما يتعلق بحجب مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية برمزيتها، والتي انطلقت هذا الأسبوع، وبرغم مرور 7 سنوات على التجربة الأولى، إلا أن البلديات لم تستطع عمل التجهيزات اللازمة لمشاركة المرأة، أو أنها تتجاهلها.
ورغم الإعلان أن المراكز الانتخابية غير مهيأة لمشاركة المرأة ترشحا وانتخابا، إلا أن أمين منطقة الرياض أعلن استعداد المنطقة لاستقبال طلبات ترشيح وانتخاب النساء في المجالس البلدية شرط سماح المشرع بذلك، مؤكدا أن الأمانة لا تملك السلطة التشريعية في هذا القرار. ومطالبا بمنح صلاحيات أكبر للمجالس البلدية إضافة إلى توسيع خدمات المجالس البلدية.
وعلانية انتقدت النساء التهميش الحاصل للمرأة في الانتخابات البلدية. والحقيقة أنه لا يوجد نص صريح يحرم 55% من سكان البلاد - النساء - من المشاركة في الانتخابات البلدية. وذهبت نحو 30 سيدة إلى مركز في جدة للمطالبة بتسجيلهن كناخبات، إلا أن مدير المركز الانتخابي أكد أنه لا يملك قرار السماح بإشراكهن في العملية الانتخابية، ولا تتوفر لديه الأماكن المهيأة لاستقبالهن أصلا!
نفس الأمر حدث في مكة حيث توجه عدد من السيدات، الأمر ذاته - أيضاً - حصل في الدمام والمدينة والخبر بحسب متابعة جريدتي الحياة والوطن.
فيما نادت سعوديات عبر صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و»تويتر»، بمقاطعة الانتخابات البلدية، داعيات «جميع من تحق لها المشاركة إلى مقاطعتها ترشيحاً، وانتخاباً»، واصفات قرار المقاطعة بأنه «موقف يؤسس لمشاركة فاعلة في الغد». ونظمت حملة للمقاطعة عبر صفحة الليبراليون السعوديون على الفيسبوك.
لكن سيدتان في الخبر قالتا إنهن حصلن على «بطاقة ناخب» وتسجيل بياناتهما في إحدى الدوائر الانتخابية وقيد اسميهما في كشوف الناخبين بعد إصرارهن وتمسكهن بهذا الحق.
وقالت هبة البتيري: «.. بعد جدال مع مسؤولين حول حقنا في المشاركة، استجابوا لنا، وقدموا لنا الاستمارة الخاصة بالتسجيل، وقمنا بتعبئة البيانات المطلوبة، وقاموا بإدخالها إلى الحاسب الآلي، وختموا لنا عليها، وسلمونا نسخة من الورقة التي قمنا بتعبئتها».
نحن أمام مطالبات جادة لسيدات سعوديات مثقفات ومتعلمات وعاملات للمطالبة بإعادة النظر الفوري في قرار منع المرأة والسماح بمشاركة مستحقة.
أكتب ذلك وأتابع تأكيد حقيقة مهمة وحاسمة للمرأة السعودية، تتمثل في قدرتها على القفز خطوات واسعة للأمام لتأكيد جدارتها واستحقاقها كعضو كامل الصلاحية في مجتمعها، وبوسعها كسب المزيد الآن وفي المستقبل، عندها ستكشف أن أنصارها ومؤيديها والمتعاطفين معها من المسؤولين والمواطنين كثر.
إلى لقاء.