|
دمشق - نيقوسيا - وكالات
اقتحمت عناصر الأمن السوري بالدبابات والمدرعات فجر أمس الاثنين مدينة درعا جنوب البلاد وداهمت المساكن وبدأت في إطلاق النار عشوائيا على المواطنين للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة أسابيع، حسبما ذكرت تقارير إخبارية.
وأعلن ناشطون حقوقيون أمس عن مقتل 38 شخصا على الأقل في العمليات التي تقوم بها قوات الأمن السورية في عدد من المدن حيث تشن حملة اعتقالات واسعة، وخصوصا مدينة درعا.
ففي درعا قال ناشط: إن 25 شخصا قتلوا إثر قصف عنيف في المدينة التي اقتحمتها صباح أمس قوات الأمن السورية. وقال نشطاء على شبكة الإنترنت: إن الدبابات أطلقت قذائفها على البيوت والأشخاص وأن عشرات الجثث تشاهد في الشوارع. وذكر أن الخدمات الهاتفية والكهرباء تم قطعها عن درعا، ولكنه يمكن الاتصال بالذين يستخدمون خدمة هواتف محمول أردنية.
وقال سائق سيارة أجرة سوري يعيش في درعا: إن 3000 من قوات الأمن دخلوا المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات وإنهم حاليا يداهمون المنازل في درعا.
وقال ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في اتصال هاتفي في نيقوسيا: إن «قوات الأمن اقتحمت المنازل وأطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياه». وتحدث عن اشتباك بين قوات الأمن والجيش. وقال «أطلقوا النار على بعضهم». من جهته، أفاد الناشط السوري عبد الله الحريري في اتصال هاتفي في نيقوسيا: إن «رجال قوات الأمن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم»، مشيرا إلى أن «الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا». وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون: إن قوات الأمن تقوم بعمليات مداهمة والمعضمية قرب دمشق. وقال شاهد في المكان: إن قوات الأمن تنتشر بكثافة أمس في دوما.
وأضاف هذا الشاهد إن «قوات الأمن طوقت جامعا وأطلقت النار بدون تمييز. الشوارع معزولة عن بعضها البعض ودوما معزولة عن العالم الخارجي».
وفي جبلة قتل 13 شخصا وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الأمن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر أمس ناشط لحقوق الإنسان. وذكر شاهد إن «مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا النار في شوارع جبلة الأحد بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ إلى المدينة للاستماع إلى مطالب السكان».
لكن «بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الأطراف وانتشر عناصر من الأمن وبدأوا بإطلاق النار»، على حد قوله.
إلى ذلك أغلقت سوريا أمس حدودها مع الأردن بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الدولة الأردني للإعلام طاهر العدوان، وذلك بعد ساعات من اقتحام قوات الأمن السورية مدينة درعا القريبة من الحدود مع الأردن. وقال العدوان الذي يشغل أيضا منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة: إن «قرار إغلاق الحدود البرية بين الأردن وسوريا جاء من قبل الجانب السوري»، مشيرا إلى أنه «يتعلق بتطورات الأوضاع الداخلية السورية»، بحسب المصدر ذاته. إلا أن مصدرا رسميا سوريا أكد أن المعابر الحدودية مع الدول المجاورة وخصوصا مع الأردن مفتوحة.