Tuesday  26/04/2011/2011 Issue 14089

الثلاثاء 22 جمادى الأول 1432  العدد  14089

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

بداية أود الإشارة إلى أن الموضوع يدور حول المضار الاقتصادية والصحية وبما يمكن أن نسميه التدخين هدر اقتصادي. مما لا شك أن ظاهرة التدخين سلوك وعادة سيئة، وضار من جميع النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية. وساعد على انتشار هذه الظاهرة عدة عوامل لعل من أهمها أساليب الترويج المختلفة التي تنتهجها الشركات المصنعة ووسائل الإعلام والدعاية كالأفلام والمسلسلات التلفزيونية، التي تعطي الانطباع للمشاهدين على مختلف مستوياتهم بأن التدخين حلال المشاكل. فإذا ما حلّت مشكلة مهما كان نوعها يلجأ البطل للتدخين أو للتفكير العميق، كما يوحي بالوجاهة يبدأ هذا السلوك بالتجربة مثلها مثل أي تجربة لمواد أخرى تنتهي بالإدمان، بحيث إن المدخن لا يستطيع الاستغناء عن هذه المادة السامة (النيكوتين). إلا إذا عزم المدخن (توكل على الله)، وكان لديه إرادة قوية يستطيع التغلب على هذا الشعور، الذي غالباً ما يثيره النيكوتين.

لقد ثبت أن التدخين بوابة لكثير من السلوكيات الخاطئة والجرائم كالمخدرات أما عن الناحية الاقتصادية، كما لكل شي اقتصاد، كاقتصاديات التعليم، العمل والرياضة (كلعبة كرة القدم) لها جوانب اقتصادية إيجابية أو سلبية (هدر اقتصادي بأنواعه) فالتدخين يكلف اقتصادنا مليارات الريالات باستيراده من الخارج كما أن الأمراض المستعصية كأمراض القلب والرئتين والسرطان تكلف مليارات الريالات للعلاج وأكثر من هذا وذاك يكلف الوطن آلاف الأنفس التي يفقدها سنوياً.

لقد صدر نظام مكافحة التدخين عام 1424هـ أي منذ نحو ثمانية أعوام، ولكنه لم يطبق بعد، ولم تصدر وزارة الصحة (وهي الجهة المعنية بمتابعة تنفيذ النظام) اللائحة التنفيذية للنظام بعد!! إن أي نظام لا يمكن تطبيقه، ما لم يتم وضع اللوائح التنفيذية وما لم تقم الجهة المختصة بمتابعة تنفيذ النظام، كما لم تقم الوزارة بمحاولة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ولتوفير المليارات التي تصرف على معالجة الآثار السلبية للتدخين والاستفادة من هذه الوفورات في تطوير الوضع الصحي بالمملكة.

قامت الكثير من الدول المتقدمة بوضع برامج مكافحة التدخين الناجحة، وحققت انخفاضاً كبيراً في نسب عدد المدخنين، لكنها (مع الأسف الشديد) مقابل زيادة نسب المدخنين في الدول النامية. وقد حققت دولة أستراليا نجاحات متميزة في خفض نسب المدخنين. لذلك على الجهات المسؤولة الإسراع في إصدار اللائحة التنفيذية وسرعة إصدار اللوائح بمنع التدخين بالأماكن العامة لحفظ حقوق الغير المدخنين وإجبارهم على التدخين السلبي والذي ثبتت مضاره التي لا تقل عن مضار التدخين الإيجابي، وكذلك العمل على منع تدخين الطلاب بكافة أعمارهم خاصة من يقلون عن 18 عاماً ومراقبة منع بيع الدخان حول المدارس، ومنع التدخين في الدوائر الحكومية الذي سبق أن صدر قرار بمنعه منذ نحو أكثر من عشرين عاماً لكنه لم ينفذ!!

- التدخين إهدار وإضاعة للمال، وإهدار للصحة، بل هو نوع من أنواع الانتحار.

- رائحة المدخن منتنة ورائحة أنفاسه كريهة يحسها كل من حوله.

- التدخين أمام الأطفال سيكون قدوة سيئة لهم وسيقومون بتقليده كما يعرضهم للكثير من المخاطر الصحية أقلها الحساسية.

إحصائيات

1/ السيجارة تحتوي على نحو 4000 مادة كيماوية عندما يحترق التبغ منها 11 مادة مسرطنة.

2/ يبلغ عدد المدخنين في العالم نحو 1.1 بليون مدخن نسبة التدخين 41% ذكور و21% إناث في الدول المتقدمة وتبلغ 50% من الذكور في الدول النامية و8% إناث عدد السجائر المستهلكة سنوياً 6000 بليون سيجارة.

3/ يبلغ عدد الوفيات 3 ملايين سنوياً ومتوقع ارتفاعها إلى 10 ملايين وفية بالعام الواحد وفي الأعوام القادمة سيكون نحو 70% منها بالدول النامية.

4/ التدخين يؤدي إلى 90% من جميع حالات سرطان الرئة، 75% من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات انتفاخ الرئة كما يتسبب في تضييق شرايين القلب وبالتالي التسبب في الذبحات الصدرية وجلطات القلب، وكذلك سرطانات الجهاز الهضمي والبولي وارتفاع ضغط الدم.

5/ النيكوتين أحد أهم مكونات السيجارة وأشدها ضرراً وتؤدي على الإدمان وأن 50 مليجرام منه تقتل الإنسان في لحظات إذا حقنت عن طريق الوريد.

6/ إحصائيات جمعية مكافحة التدخين السعودية أن 30% من سيدات الأعمال في مدينة الرياض يدخنّ مقابل 16% من الطبيبات، و10% من الطالبات الجامعية وأن 10% من المدخنات في الرياض وجدة يترددن على المراكز الصحية للعلاج.

- أكدت الدراسة أن 27% من طالبات المدارس المتوسطة في جدة مدخنات، وأن 51% من معلمات جدة يدخن السجائر أو الشيشة، في حين تقل هذه النسبة عند طالبات الثانوية في مدارس جدة لتصل إلى 35%.

7/ في تقرير لمنظمة الصحة العالمية تشير الإحصاءات العالمية:

- بوجود 30 ألف خليجي يموتون سنوياً بسبب أمراض التدخين نحو 22 ألف منهم في السعودية.

- تبلغ واردات المملكة من التبغ 41 طناً جعلت السعودية رابع مستورد على المستوى العالمي عن الرغم من قلة عدد السكان وأن المملكة تصرف نحو 8 مليارات لعلاج أمراض التدخين.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة 195

دعاء:

(رب اغفر لوالدي ولوالدتي، ربي ارحمهما، وارزقني برهما، واجمعني معهما بجنات النعيم)

مستشار إداري واقتصادي

musallammisc@yahoo.com
 

«نحو العالم الأول»
اقتصاديات التدخين
محمد بن علي بن عبدالله المسلّم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة