|
قال سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية إن الأمن والاستقرار نعمة عظيمة وبهما يتحقق الخير والصلاح وإن تعاليم الشريعة جاءت لتثبيت الأمن.
وأفاض سماحته كثيراً في لقاء (الأمن مسؤوليتنا) الذي عقد أمس الأول برعاية مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض وبإشراف إدارة التوعية الإسلامية للبنات بمدارس الرياض في الاستدلال بالعديد من المواقف والعبر حول الأهمية الاستثنائية التي ينطوي عليها الأمن بمفهومه الواسع في ظل القرآن الكريم التي أيدت آياته الشريفة الأهمية القصوى للأمن وعلى ذات المستوى السنة المطهرة التي دعمت دور الأمن في الارتقاء بكرامة الإنسان وقيم الحياة، وختم سماحته مخاطباً المرشدات والمعلمات في حديثه عن (الأمن في ضوء الكتاب والسنة): احرصن على غرس الفضائل والخير وحب الوطن في نفوس طالباتكن، مطالباً سماحته بوجوب التفاف الجميع حول قيادتنا لأنها سعت في إيصال الخير لنا وجاءت لتعمل في مصلحتنا.
وكان الدكتور إبراهيم المسند مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض افتتح اللقاء التثقيفي الذي عقد بقاعة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالمدارس قائلا: في رحاب الأمن يأمن الناس على أموالهم وأعراضهم وتتحقق مصالحهم العامة والخاصة الدينية والدنيوية فيُعبد الله وتُطبق الشرائع وتعم الطمأنينة حتى أن الله تعالى جعل الأمن من أخص صفات الجنة. وأضاف الدكتور المسند: إن الأمن لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري ولابد لتحقيق ذلك من بذل جميع الوسائل والسبل التي تكفل ذلك مستخدمين برامج فكرية تحصنهم وتحمي فكرهم.
وتناولت سمو الأميرة هدى بنت محمد بن عياف المساعد للشؤون التعليمية بمنطقة الرياض في اللقاء المخصص للمشرفات التربويات البالغ عددهن 1500 جهود الإدارة في تعزيز الجوانب الوطنية وقيم الانتماء بين الطالبات وقالت: إن لقاءنا اليوم ومشاركتنا في تفعيل برامج الأمن الفكري تأتي من منطلق المسؤولية المنوطة بجميع المؤسسات والأفراد في دعم الجهود الحكومية لحماية النشء وتحصينهم وبث الوسطية القائمة على ترسيخ ثوابت الدين والوقوف بحزم ضد كل تيارات الفساد الديني والاجتماعي والفكري.
وتحدثت الأستاذة مريم بنت عبدالرحمن الجوفي مديرة إدارة التوعية الإسلامية عن واجب التربويين العمل على حماية فكر الناشئة من خلال المناهج وبرامج الأمن الفكري الذي عنيت بها وزارة التربية والتعليم منذ 1422هـ ممثلة بالإدارة العامة للتوعية الإسلامية بإعداد الخطط مزودة بالمادة العلكية وتعميمها على الميدان التربوي، وأضافت الأستاذة مريم أنه بسبب الأحداث الجارية طرحت الإدارة العامة للتوعية الإسلامية برنامج (الأمن مسؤوليتنا) والذي إحدى آلياته (لقاؤنا اليوم) وعددت مديرة إدارة التوعية الإسلامية المستفيدات من الآليات المطروحة من الورش والبرامج التي شملت 18000 من الأمهات ونحو أربعين ألف موظفة ونصف مليون من الطالبات المتوقع استفادتهن بنهاية هذا الأسبوع.
وتناول الدكتور عبدالرحمن عبدالعزيز الهدلق مدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية الذي شارك في اللقاء في محور (أهمية الأمن للفرد والمجتمع وأثره في نماء الوطن) مفهوم الأمن الفكري باعتباره مفهوماً سعودياً بدأ في الانتشار ويجد القبول، موضحاً أن الأمن الفكري لا يعني التحجير على الناس لأن الأمن الفكري هو ثقافة الوعي، وركز المتحدث على الآثار المختلفة للانحراف الفكري وهو الخروج عن الوسطية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدينية وانعكاساتها السلبية على الوطن والمواطن، مستعرضاً فكرة الدوائر الثلاث وهي الدائرة المرغوبة والتي تعني الوسطية والاعتدال، والمنطقة المقبولة وهي التي تستوعب اختلافاتنا، والمنطقة الممنوعة وهي المرتبطة بتجاوز الخطوط الحمراء، متناولاً دور الإعلام الجديد في إحداث نوع من البلبلة في ذهنية النشء حيث يمثل ميدانا فسيحا لاجتهادات تفتقد للدقة وتخلق مزيدا من الاهتزاز.
فيما عرضت الأستاذة جوهرة محمد الحيد مشرفة إدارة التوعية الإسلامية (متطلبات المحافظة على الأمن) وصور ترسيخها ورسالتها وأهدافها..
وفي تصريح مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم المسند قال: شاركنا في ندوة أمننا مسؤوليتنا بحضور سماحة المفتي ويأتي الهدف من هذا النشاط إلى تهيئة الميدان للتعامل مع الظواهر الأمنية في أي مجال، واستخدام القنوات الجديدة الاستخدام الأمثل وتبصير طالباتنا وطلابنا واستخدامها بالشكل الأمثل. مضيفاً: وفي إطار مساهمات مدارس الرياض فإننا نتطلع إلى المزيد من التعاون بين الوزارة والمدارس من أجل خدمة أبنائنا وبناتنا، وهناك تفاهم لتحقيق مزيد من التعاون المشترك في هذا الاتجاه.
وقال الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الهدلق مستشار سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية: جاءت مشاركتي في هذا اللقاء توعوية وتثقيفية وقد وجهت كلمتي للمشاركات لأن لهن دور كبير في توعية الطالبات فمن المهم أن تنقل لهن الصورة الصحيحة حول الأمن الفكري ومصادر الانحراف الفكري والانحراف الفكري وكيف نواجهه، وهو هدف يصب في مصلحة الوطن وأسأل الله أن ينفع بما قلناه من كلمات وأن يستفاد منها في الواقع العملي. ومن ضمن أهم خططنا التواصل مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية سواء التربية والتعليم أو الشؤون الإسلامية أو الثقافة والإعلام وزارة التعليم العالي، ودورنا التنسيق بين تلك الجهات وتبادل الخبرات واقتراح البرامج ونشجع تلك الجهات للقيام بتنفيذ عدد من البرامج التي تصب في مصلحة الأمن الفكري عموماً.