زمان يقولون النصيحة بجمل ولكننا اليوم نقدمها بالمجان لبعض حكامنا العرب ولا سيما الجمهوريين منهم أو الجماهيريين لا فرق والذين ضاقوا بمظاهرات شعوبهم ومطالبتها لهم بالرحيل، تلك الجماهير التي ابتليت بهكذا نمط من الحكام الذين جثموا على صدرها ردحاً من الزمان وكلما ظنت الجماهير أن كابوس الجاثوم الرئاسي قد اقترب من نهايته جدد أولئك الحكام جاثوماً بجاثوم أو (بجويثيم) صغير يسير على خطى أو خطأ من سبقه لا فرق، بل ليصبح فيما بعد هو صورة طبق الأصل والوريث الوحيد الأوحد لسلفه ولحكم هذه الجماهير المبتلاة - ياولداه- بهكذا حكام من المهد إلى اللحد. ومع أن المثل يقول: (رحم الله الحجاج بالمقارنة مع ولده) إلا أن هذا الأمر لا يعني الحاكم (المنصرم)، بل الذي يعنيه تماماً (كما تكونون يولى عليكم) واليوم وهذه الجماهير الغلبانة والمغلوبة على أمرها تحاول زحزحة الجاثوم قليلاً عبر تململات مباغتة لم يتوقعها الجاثم المبجل لقناعته أن كل شيء على ما يرام وأن حال الجماهير تمام التمام، ولكن حينما يوقن الجاثوم بجدية الجماهير على خلعه، بل على الإصرار الحاسم الجازم الحازم على رحيله فوراً فإنه كلما اهتز كرسي الجاثوم تشبث بكرسيه أكثر وأكثر، بل غدا يساوم حتى على إكمال فترة حكمه ولكن هيهات وقد بلغ السيل الزبى وبلغت الحلوق التراقي لذا فإنني أنا العبد لله المواطن العربي البسيط أقترح على (الإخوة) الحكام أن يردوا الصاع صاعين للجماهير ويقولون لها، بل ارحلي أنتِ أيتها الجماهير الجاحدة الناكرة للجميل (!!) وإنّا ها هنا قاعدون، وإلى ما شاء الله. ولتنفيذ هذا الأمر فما على سيادة الحاكم سوى أن يوزع على شعبه تذاكر بالمجان للسفر على الخطوط الجوية الوطنية - التابعة له- بالطبع شريطة أن تكون هذه التذاكر (one way) - أي روحة بلا عودة وبذلك يتخلص من وجع الرأس والمظاهرات والهتافات التي تقضّ مضجعه وينعم من ثم بنوم سعيدٍ. لأنه سيبقى لوحده هو الحاكم والشعب والمعارضة إن شاء ذلك.