جرت العادة في عرف الإدارة الهلالية أن يكون الموسم الثالث لأي إدارة هو الموسم الأقل من حيث الإنجازات والبطولات.. حيث غالباً ما تكون السنة الثالثة هي الأقل من حيث الحماس والرغبة ومواصلة النجاح بعد موسمين من الحصاد والبطولات.. غير أن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد خالفت هذا العرف حيث تحولت السنة الثالثة للإدارة الهلالية الحالية لسنة قوة مضاعفة نتيجة العمل الإداري الناجح تراكمياً بحيث أصبح العمل يسير بشكل تصاعدي نتيجة الخبرة والتجربة التي اكتسبتها الإدارة في الموسمين الأولين ليصبح الموسم الثالث هو الأفضل حتى الآن نتائج وعملاً وإنجازاً..
والواقع أن ما يحدث في الهلال هذا الموسم من عمل منظم يعد استثناءً في تاريخ النادي فلأول مرة يحافظ الفريق على ثنائية الموسم (حتى الآن) على التوالي وذلك بالفوز بكأس ولي العهد وبطولة الدوري (إن شاء الله) ويحافظ الفريق على حظوظه في الآسيوية ولدي أمل كبير في إنهاء الموسم ببطولة الأبطال التي لم يسبق وأن حققها الهلال من قبل.. فالمؤشرات تقول إن الهلال قادر على انتزاع لقب الأبطال بجوار الدوري وكأس ولي العهد.. وإذا ما تحقق ذلك بحول الله وقوته فإن الفريق يكون قد كوش على كل البطولات وهو يستحق ذلك وفقاً لأدائه ومستواه ومقارنة ببقية الفرق.
وللأمانة فإن ما يقدمه الأمير عبدالرحمن هذا الموسم من عمل ومتابعة وتواجد دائم في التمارين والمباريات يمثل نموذجاً للعمل الناجح المعتمد على القيادة الحقيقية لرئيس النادي لدفة العمل وتوجيهه نحو النجاح أولاً بأول.. وهذا ما حدث بالفعل حيث نجح الأمير عبدالرحمن حتى الآن في تحقيق بطولتين متجاوزاً ظروفاً صعبة حدثت في بداية الموسم بعد الخروج الآسيوي.. ليكون هذا الخروج طريقاً نحو الألقاب بدلاً من أن يصبح عقبة أمام تحقيقها.. وبحكم قربي وتواجدي اليومي في النادي فإن تأثير فكر الأمير كان الدافع الأول لتحقيق لقب كأس سمو ولي العهد والاستمرار في المنافسة القوية على المركز الأول آسيوياً في المجموعة الصعبة والتي ازدادت صعوبتها بالخسارة الأولى أمام ساباهان في الرياض.. حيث أصر الأمير على اللعب على المركز الأول وترسيخ هذا المبدأ في أذهان اللاعبين وأعضاء الإدارة وذلك من منطلق وطني خالص.. فهو أولاً يريد تشريف الكرة السعودية ووضعها في المكان اللائق بها قدر الإمكان وثانياً حرصه على تواجد أكبر عدد من الأندية السعودية في الدور الثاني (ما بعد دور الستة عشر) وذلك بمحاولة تلافي ملاقاة الاتحاد في دور الستة عشر ليضمن الفريقين الاستمرار في البطولة وبالتالي تزايد الحظوظ السعودية في تحقيقها.
فالبعض اعتقد أن الأمير يخشى مواجهة الاتحاد في الدور القادم لكن القريبين منه يدركون رغبته في تواجد فريقين سعوديين على الأقل متى ما نجح الهلال في انتزاع المركز الأول في مجموعته وفتح المجال أمام الاتحاد للاستمرار آسيوياً وهذا بالضبط ما كان الأمير يسعى إليه في كل توجيهاته للاعبين والإداريين دائماً وأبداً.. ولعلنا شاهدنا كيف نجح الفريق في قلب تأخره بهدفين أمام الجزيرة الإماراتي إلى فوز ثلاثي مستحق قربه كثيراً نحو المركز الأول وأكد صحة وجهة نظر الأمير وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع.. وهذا تطلب جهداً كبيراً لانتشال الفريق واللاعبين من أفراح كأس ولي العهد وإعادتهم للتركيز على البطولة الآسيوية بأسرع وقت ممكن وهو ما حدث بالفعل.
- إذاً الرئيس الهلالي يقوم بعمل جبار لا يدركه سوى القريبين منه وظهرت نتائجه أمام الملأ باستمرار تفوق الهلال وبقائه في القمة مكانه المفترض والمعتاد.
ولذلك أقول إن رئيس الهلال فعلياً هو نجم الموسم حتى الآن خصوصاً إذا ما أضفنا لذلك قدرته على إبطال وإفشال كل الزوابع الإعلامية التي لاحقت فريقه ولاعبيه خارج الميدان لينتصر مرة جديد خارج الملعب أيضاً وهو ما يجعل المطالبات باستمراره لفترة رئاسية جديدة أمراً حتمياً في ظل نوعية العمل المتميز الذي يقدمه على رأس الهرم الهلالي..
فهنيئاً للأمير هذا النجاح... وهنيئاً للرياضة السعودية هذه القيادة والفترة الإدارية الناجحة وهنيئاً للهلاليين وجود هذا الرجل في سدة الرئاسة لأن الزعيم فعلاً بحاجة لزعيم يقوده لمواصلة الزعامة.
لمسات
- لقاءات الهلال بالنصر أتاحت لي الفرصة في الالتقاء بعدد من الأسماء النصراوية المشرفة لرياضة الوطن فكراً ومنطقاً وفهماً لمعنى التنافس الرياضي الشريف.. وعلى رأس هؤلاء الخلوق سلمان القرني الذي يعد واجهة مشرفة للعمل الإداري في النصر بأخلاقياته وشخصيته المتميزة.
فالقريني يسبق الكثير من النصراويين بمسافات من الوعي والرقي واحترام المنافسين ومعه بالتأكيد الخلوق عامر السلهام وشخصياً أضيف لهم نائب مدير المركز الإعلامي بالنصر طلال النجار والذين يمثلون جيلاً من الفكر النصراوي المتفتح والقادر على إدخال النصر منظومة الأبطال من جديد أولاً خارج الملعب وثانياً داخله.
***
- نجح الاتحاد السعودي لكرة القدم في إيصال قمة الهلال والنصر إلى بر الأمان باختيار طاقم تحكيم أجنبي على مستوى جيد وكفاءة عالية.. فالحكم البولندي يعد أحد حكام النخبة في أوروبا وهو ما طالبنا به دائماً عند اختيار الحكام الأجانب ولذلك نقول شكراً لأمانة اتحاد الكرة على هذا النجاح وهذا حقهم علينا طالما انتقدت كثيراً عندما كان الانتقاد في محله وهنا نقول شكراً حين وجب الشكر.
***
- أمام النصر كان الهلال مستنزفاً نفسياً ولم يتبقَ لديه رصيداً نفسياً ينازل به النصر في مباراة تنافسية مهمة.. لكن الفريق الخبير نجح في تحقيق مراده من اللقاء وكسب النقاط الثلاث المهمة باستخدام نصف قوته وتوزيع جهد أسلحته على فترات المباراة ليتجاوزها بسلام ويؤكد أنه فعلاً زعيم في كل الأحوال!
- الهلال أصبح هدفاً لشركات الاستثمار بجماهيريته وشغف جماهيره باللون الأزرق.. فأي مشروع يتعلق بالهلال نجاحه مضمون قبل أن يبدأ وهذا يفسر الدخول القوي لطيران الإمارات في السوق السعودي وبحثه عن الزعيم واستثماره كأحد أهم الخطوات الاستثمارية وأكثرها ضماناً للنجاح.
***
- اللقطة التي نشرتها الصحف بعد لقاء الهلال بالجزيرة الإماراتي والتي جمعت المدرب الهلالي السابق كوزمين أولاريو بالإداري الهلالي فهد المديد عبرت بصدق عن محبة السيد كوزمين للهلال ومنسوبيه وتحديداً (الجندي المجهول فهد المديد) هذا الرجل يكاد يكون الوحيد الذي يتفق على محبته كل من تعامل معه بحيث أصبح بمثابة (الماستر كي) لكل شؤون الهلال وعلاقاته مع الجهات الأخرى وهو بالفعل إدارة كاملة في شخص رجل واحد!
***
لجنة الخصخصة والاستثمار التي شكلها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب برئاسة عضو شرف الهلال (الاستثماري) الأمير عبدالله بن مساعد بحاجة لفكر وحيوية ونجاح عضو الإدارة الهلالية الشاب حسن الناقور.. رجل الأعمال الناجح والمحب للرياضة وصاحب الرؤيا الواسعة في الاستثمار الرياضي.
***
- المناصب الإدارية السعودية الثمانية في الاتحاد الآسيوي فتحت المجال أمام القدرات السعودية الشابة للعمل دولياً واكتساب الخبرة والتجربة في المحفل الآسيوي... لكنها تجاوزت واحداً من أهم القيادات البعيدة عن الأضواء وهو الأستاذ أحمد الخميس أمين عام نادي الهلال الذي يجهل الكثيرون مدى ما يملكه من خبرة وتجربة وكفاءة اكتسبها على مدى السنوات الطويلة التي مر بها في اتحاد الكرة ونادي الهلال.. حيث أتوقع أن نراه قريباً في أحد المناصب المهمة في الرياضة السعودية بالنظر لأنه أحد القليلين المتفق عليهم من الجميع.
***
- النجاح هو منظومة عمل متكاملة.. ومن أراد النجاح فليبحث عن الناجحين ليقودوه إليه.. تماماً كالمدرب الذي يبحث عن أفضل اللاعبين ليشكل فريقاً ناجحاً يحقق البطولات..!