.. ولماذا لا تبوح حين تعطش شفاهك للابتسام
ولماذا لا تصرخ إذا دكّت عظامك أوجاع البلاد
ولماذا لا تغضب عندما يصادرك الوقت والصمت..
ولماذا تصّر على تأجيل هذه (اللاّ) المقيتة،
يا ابن أكثر من هجرة
هل ستنطقك (نعم)
إذن - قلها.. ليتكاثر بَنُوك وتفرش الحياة - تحت خطوك سجادتها.. العشب
قل نعم تتقافز الفراشات من أكمام ثوبك
وتغني لك الحمام هديلها ويصطفيك الجناح
وماذا بعد ؟!
أنت الآن تسقط في محنة (اللا) و(النعم)
تكذب وعياً على نفسك
تؤلبها وتفك قيدها، تلعب معها لعبة الاحتمالات
كطبيب متدرب بالكاد يتقن تفاصيل القلب
لينهض عليك هواة التشابيه يوصفون
حالتك، والمتآمرون يفسرونك،
والعرب القادمون من تحت قبعة الكاو بوي
يغبّرونك،
فامنحهم رغبة طفيفة ليقولوا: كان منّا..
دع السياط تباهي باطرافها على صدرك
لا تتعثر ولا تتذمر،
كن واقفاً وتذكّر وجه الصغيرة وغنّ..
(يا الله ترقد يا الله تنام
وتسمّي بالرحمن
على مخده رِيش نعام
وكريشتها مليانه
من حليب الضانه)
هدهدها داخلك لتنام، فهذا الصوت صوتك والصحو لك، ولك من حلم الصغيرة هذا الشغب
لا تلتفت أبعد من قدرة الجواب، احبس دمعتك كما حبسوك أول مرة في كتاب الحساب
وقيدوك (بمنع الصرف)
وحذفوك كحرف العلة خارج سطر القواعد
(الآن هنا) لم تعد هنا، والملح قدّد جسدك لتكون جاهزاً خارج (الثلاجة) لوجبة الطين
(المسافات الطويلة) لم تعد طويلة
والجسر الذي تركت أكلتَهُ الأرَضة
والضفة الأخرى تبتعد..
وأنت ما زلت تبشر (اليوم القادم أجمل)
ونسيت يومك الحاضر
لتكشف عن غير قصد عجز اللغة
وتلعثم لسانك في نطق البسملة
وجهلك بقوانين الرسملة..
فأدخل عنوة طريق (الجلجلة)
(وارم حجراً في الماء الراكد تندلع الأنهار)
ألق التحية للواضح في نومك
والساكن قومك
وقل حلمك ليعرفك من باع (رطب)
الحقيقة بالآجل من (لبن) العصافير،
ولا تقل تفسيراً
بل قل يارب متى تنتهي
هذه التفاسير..