|
إن للخط العربي قيماً تستدعي التوقف والتأمل، أهمها وأجلها تشرّفه بحمل آيات الذكر الحكيم التي تُتلى آناء الليل وأطراف النهار، وتسكن إليها النفوس وتطمئن بها القلوب، ثمّ قيمته التاريخية وأصالة نشأته. فقد ذكر المؤرخون أنّ إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - هو أول من كتب بالعربية ووضعها، كذلك قيمته الجمالية التي أبرزها الخطاطون رسماً وتكويناً، وقد شجع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على تحسين الخط، فجاء في الأثر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قوله: (عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق).
كل ذلك (وغيره الكثير) مما رفع منزلة الخطاطين المهرة - لاسيما الذين يقضون أوقاتاً طويلة في نسخ المصاحف - فجعلهم رواد الفن الإسلامي ومعلمي الأجيال لمهاراته وفنونه.
إن وزارة التربية والتعليم لم تغفل قيم الخط العربي الكبيرة ودوره المشهود في تربية الذوق السليم وتنمية الإحساس بالجمال، لذا جعلته جزءاً أساسياً من مناهجها الدراسية، وقدمت للطلاب والطالبات الخبرات المناسبة التي تعينهم على تحسين خطوطهم وصقل مواهبهم، كما رعت معارض الخطوط ومهرجاناتها التي تقيمها المدارس في مختلف مناطق المملكة بين الحين والآخر.
إنني إذ أشيد بدور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي أدرك أهمية المحافظة على فن الخط العربي، بالإضافة إلى فن الزخرفة والرسم العثماني لأبارك له تبنّي هذا الملتقى الذي يجمع أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم تحت مظلة واحدة.
إننا جميعاً سنظل نذكر بالخير هذا المجمّع كصرح رائد عُني بكتاب الله خطاً وتدقيقاً وإخراجاً وطباعةً وتوزيعاً، في ظل قيادة حكيمة بذلت الغالي والنفيس لتحظى بشرف خدمة كتاب الله العظيم.
* وزير التربية والتعليم