تلقيت يوم الجمعة الموافق 11 جمادى الأولى 1432هـ مكالمة من أختي الغالية أم عبد الله التي دائماً ما تصدر منها أجمل الكلمات وإذا بصوتها يختلف ويدل على وقوع مكروه، قلت لها أرجوك بدون مقدمات أعطني الخبر قالت وهي تذرف الدموع بصوت حزين أخوك علي إلى رحمة الله إثر حادث مروري لا حول ولا قوة لا بالله العلي العظيم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} توفي أخي المحبوب من الجميع غادر الحياة الدنيا بعد أن رسم أجمل الصور في التعامل الحسن والسيرة الطيبة والبر بالوالدين، حيث توفيت والدته رحمها الله وهو بار بها وحتى بعد مماتها -رحمها الله- كان حريصاً على برها فحينما نقل لي خبر قدوم ابنته البكر التي لا يتجاوز عمرها الشهر عند وفاته -رحمه الله- قلت له وما الاسم الذي اخترته لها قال قد اختارته والدتي قبل وفاتها حيث كانت تتمنى أن أرزق ببنت وأن أطلق عليها ديما هنيئاً لك يا أخي على هذا البر والإحسان وجعل ذلك في موازين حسناتك، فقدانك يا أخي مصيبة عظيمة علينا جميعاً وخصوصاً على والدي الغالي وكيف لا يفقدك وأنت البار به الحريص بأن تكون مرافقاً له في رحلاته غير أن والدي ورغم صعوبة المصيبة عليه، إلا أنه كان صابراً محتسباً طالباً الأجر والثواب من الله في ذلك طالباً الجنة. عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقول الله سبحانه: ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة) رواه ابن ماجة حسنه الألباني.
نعم يا أخي قد فقدك الجميع وخير شاهد على ذلك كثرة المصلين عليك وحرصهم كذلك بالحضور إلى المقبرة وتشييع جنازتك وطلابك في ثانوية القدس كانوا في مقدمة الحضور وقد ظهر عليهم الحزن على فراقك حيث كنت لهم الأخ الحنون والمربي الفاضل حيث خيم الحزن في أول يوم دراسي بعد الإجازة على جميع من في المدرسة وهم يتذكرون معلماً متميزاً محبوباً من الجميع.
صغيرتي وحبيبتي ديما من حقك أن تحزني على فراق أبيك الذي كان يعد الدقائق من أجل مشاهدتك ولا تتصوري فرحة أبيك حينما قدمتي إلى هذه الدنيا كان أسعد الناس حباً وفرحاً بك وبإذن الله تعالى سوف يجمعنا معه في جنات النعيم وهنيئاً لك يا صغيرتي سيرة والدك العطرة التي سوف تفخرين بها حفظك الله لنا يا من تحملين اسم أبيك الغالي وأخلاقه العالية الحميدة وحفظ الله لك والدتك المخلصة المحتسبة على فراق والدك حيث إن الحب والاحترام والتقدير كان يسود والديك، ويا صغيرتي مهما كتبت عن والدك لن أعطيه حقه فمعذرة على التقصير حيث إنني كتبت عشرات المقالات ولم أجد صعوبة بمثل هذا المقال حيث إن شعوري بفقد أخي وحبيبي يصعب وصفه بالحروف والجمل لأن القلب يحترق على فراق والدك الغالي وأسأل الله العلي العظيم أن يحفظ لنا والدنا الغالي والأخوان والأخوات الأعزاء قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
خالد عبد الرحمن الزيد العامر - البدائع