وصلتني على إيميلي الخاص هذه الرسالة التي استبشرت بداية بها خيراً سيعمّ على أهل الرياض وغيرها من المناطق، وسأقدم لكم الإيميل لكي تقرأوه وتأتي بعدها تجربتي الشخصية مع هذه الخدمة الحساسة، وكان نصه كالتالي:-

«يوجد رقم بلاغات لأمانة منطقة الرياض وكل مناطق السعودية يأتونك ويقضون عليها برش المبيدات حول بيتك أو استراحتك أو حيك الذي تسكن فيه! وكذلك يستقبلون بلاغات الحفريات والمطبّات المؤذية وانسدادات الطرق بأي شيء لا يمكن للفرد إزاحته عنها. كذلك يستقبلون بلاغات انطفاء إنارات الطرق وانتشار الحيوانات والحشرات المؤذية، وبلاغات المحلات التجارية المزعجة أو المخالفة وكل ماله علاقة بأمانة منطقة الرياض وجميع مناطق السعودية ! معقولة كل هذا عندنا ولا ندري عنه !!

ويقول أحد المستفيدين من الخدمة «تأذيت من البعوض في بيتي واتصلت بهم وبلغتهم بذلك فأخذ المأمور اسمي ورقم جوالي وجاءتني رسالة: الأخ فلان تم استقبال طلبك رقم... وتم تحويله إلى... وبعد يومين اتصل بي رجل وطلب مني وصف البيت وجاء فوراً بسيارة المبيد ورش المبيد على منزلي وعلى الحي الذي أسكن فيه! وأعطاني ورقة أوقع عليها لإقفال البلاغ.

ويقول: ومرة لاحظت حفريات مزعجة بالقرب من أحد الدوّارات القريبة من الحيّ فاتصلت بهم وبالفعل تم تسوية الطريق بألواح حديدية أزالت ربكة السير، فلا تتردد بالاتصال على 940 ومحادثة المأمور «انتهى».

جميل جداً الكلام المذكور في هذه الرسالة الإلكترونية، والأجمل أنها كانت دافعاً لي لكي أعيش هذه التجربة شخصياً مع خدمة تحتاج لها جميع المناطق لدينا، فكيف في منطقة مثل الرياض التي تعتبر حالياً من المناطق ذات الوجهة السياحية للكثير من سكان المملكة. لذلك تحمست كثيراً للقيام شخصياً بالاتصال بهذا الرقم للتبليغ عن عمود إنارة بجانب منزلنا متعطل عن إنارة شارع رئيسي في الحي منذ شهور، والظلام يعم الشارع بدون أي مبادرة من أحد سكان الحي للتبليغ عن هذا الأعطال «وهذا قد يرتبط بجهل كثير من سكان الأحياء بالخدمات الموجودة لدى البلديات» لذلك تم ولله الحمد التأكد من حقيقة الرقم وأن الخدمة موجودة فعلاً، وتم استقبال الموظف المسؤول للبلاغ الذي تقدمت به بالتفاصيل المرتبطة برقم العمود وموقعه والحي التابع له ورقم المنزل والسجل المدني لصاحب المنزل، وغيرها من شروط استكمال قبول البلاغ قبل البت فيه، وعند سؤالي للموظف بعد كل هذه البيانات الدقيقة ما هو الوقت المحدد للبت في إجراءات إصلاح العمود ؟ أجاب: بدون تحديد مدة زمنية دقيقة، بل أجاب: بأنها أيام قليلة وسيتم إصلاحه بعد تحويله للجهة المختصة!

لكن من المؤسف مرت أيام وأسابيع وشهر ولم يتم إصلاح عمود إنارة رئيسي في حي يقع على طريق الملك عبدالله بمنطقة من المتوقع أن تحظى بمعالجة القصور في الخدمات الرئيسية للأحياء! لذلك أحبطتني أول تجربة مع خدمات هذا الرقم، ولم يتم التواصل مرة أخرى لتقديم بلاغات تتعلق بقصور نعاني منه في الطرق الرئيسية وما تزخر به من مطبات وحفريات مهملة، ونظافة لا تليق بمستوى تلك الطرق والأحياء المسماة بها! لأن الدعاية الذي حظي بها هذا الرقم يخالف حقيقة مهارة التعامل مع البلاغات الأخرى الواردة إليه بوقت قياسي والتي والله أعلم أنها عديدة وتتعلق بقصور مختلف في تلك الخدمات! لكن من المسئول عن هذا الإهمال لحقوق المواطنين في خدمات مريحة لهم داخل منازلهم وخارجها ؟!