|
الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مؤسس هذا الكيان الكبير ألف عنه الكثير من الكتب خلال الأعوام الماضية.. وهذا كتاب جديد بعنوان (أخلاق الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه) من تأليف الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي وهو يتحدث عن الصفات الحميدة التي تميزت بها شخصيته رحمه الله.
واشتمل الكتاب على التعريف بالظروف المحيطة بنشأته وأهم الأحداث التاريخية التي واكبت ظهور شخصيته والعوامل التي أثرت في تكوينها.. واستعراض نماذج من حنكته السياسية وحدسه في متابعة المستجدات العالمية، وإظهار معالم شخصية الملك عبدالعزيز الفذة خاصة الجانب الأخلاقي منها وقال المؤلف: إن دراسة شخصية الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتمام جوانبها لتحتاج منا دون مبالغة إلى تدوين مجلدات لذلك اقتصر في هذا الكتاب على استعراض الجانب الخلقي في شخصيته من خلال خمسة فصول:
الأول: تمهيد وتعريف بالملك عبدالعزيز والظروف المحيطة بنشأته الكريمة وأهم الأحداث التي واكبت ظهور شخصيته.
الثاني: يظهر ما يتعلق بشخصية الملك عبدالعزيز وبخاصة الجانب الأخلاقي منها ويشتمل على استعراض لأهم صفاته الخلقية وإبراز الجانب الإنساني المتمثل في شخصيته وأخلاقه مع ذكر عدد من المواقف الدالة على ذلك.
الثالث: يتناول علاقة الملك عبدالعزيز برعيته وأسرته وذلك ضمن مباحث ثلاثة: علاقته بالرعية وعطفه عليهم، ورعايته للأيتام، وصلته للأرحام وذوي القرابة مظهراً أخلاقه الكريمة في التعامل معهم.
الرابع: يبين اهتمام الملك عبدالعزيز بالعلم والعلماء ويشمل هذا الفصل ثلاثة مباحث: ثقافته الإسلامية وتأثيرها فيه، وجهوده البارزة في نشر التعليم وتطويره وحرصه على مشاورة العلماء وذوي الخبرة.
الخامس: تضمن عرض نماذج من عظيم ثناء الناس عليه رحمه الله.
وعن عفو الملك عبدالعزيز وصفحه قال المؤلف:
لقد وُصف الملك عبدالعزيز بأنه كان من أشد الناس تمسكاً بهذا الخلق حيث كان يسر أعظم السرور إذا قدر له أن يظفر بخصمه ثم يعفو عنه ولابد أن هذا ناشئ عن تمسكه بالكتاب والسنة وإيمانه الشديد بضرورة تطبيق ما جاء فيها.
وإن أعظم العفو ما كان عند المقدرة، ولقد تميز الملك عبدالعزيز بذلك، ويشهد على هذا أقواله وأفعاله فمن كلماته الخالدة التي كان يرددها على خصومه إذا وقفوا بين يديه:
(عاهدوني على الإخلاص لله، والعمل على سعادة المسلمين وأما شخصي فدعوه جانباً).
وتضمن الكتاب أثر الثقافة الإسلامية للملك عبدالعزيز في خطبه ورسائله ومحادثاته، ويؤكد الدكتور محمد السيد سليم هذا الأمر إذ قام بتحليل 68 وثيقة منشورة للملك عبدالعزيز تحوي 29 خطبة و 9 أحاديث، و21 رسالة و4 محاضر اجتماع إضافة إلى حديث واحد مذاع و4 محادثات شخصية وكانت نتيجة التحليل كالآتي:
- أن المصدر الرئيسي للعقائد السياسية لديه هو الدين الإسلامي.
- أن الملك كان يرى أن الحياة الصحيحة هي التي تستند إلى الدين لذلك فإننا نجده حينما يؤكد أن الطبيعة البشرية هي مصدر الصراع في الحياة السياسية فإنه يستشهد بالقرآن الكريم وحينما يوضح عقيدته السياسية وتصوره عن دور القائد السياسي في التطور التاريخي فإنه يستند في ذلك إلى نصوص القرآن الكريم، كما كان يستشهد بالحوادث التاريخية لتأكيد صحة العقيدة السياسية التي يعبر عنها.
هذا هو الملك عبدالعزيز، وهذه هي القوة الإيمانية التي تعد هي المسيطرة الأكبر على كل خلق من أخلاقه وكل رأي من آرائه.