لا شك أن للمعارض الفردية أهميتها من جانب الفنان الذي يستطيع من خلال معرضه المنفرد أن يقدم تجربته كاملة ويمنح الجمهور والمتابعين والنقاد التعرف على أكبر عدد من الأعمال الفنية لتقييم التجربة أو معرفة واستشراف المستقبل إذا كان ما يتم عرضه يعد التجربة الأولى لصاحب المعرض، أما الجانب الآخر يتعلق بتبعات المعرض من تكلفة يجدها الكثير عائقا ومصدر إحباط للفنانين خصوصا في وقت تراجع فيه الدعم الخاص من قبل بعض المؤسسات من القطاع الخاص ومحدودية قدرات الجهات الرسمية في تغطية هذا الكم الكبير من التشكيليين في حال تقدمهم أو بعضهم لطلب العدم المادي الذي يقوم عليه طباعة الإصدارات الخاصة بالمعرض أو تكلفة حفل الافتتاح إضافة إلى ما يتحمله الفنان من قضايا أخرى قد تستهلك ميزانيته الخاصة في حال الاهتمام بمستوى إخراج العمل للمشاهد بالإطارات (البراويز) مع أن مثل هذه الإجراء لم يعد مهما ولا يعني المقتني الذي ينظر للعمل أكثر مما يهتم بما يضاف إليه من تبهير وتمليح في سبل الإغراء التي قد نراها في معارض التشكيليات أكثر منها عند التشكيليين عند إقامة أي من التشكيليات أو عدد منهن في معرض جماعي (البعض وليس الجميع) وما يتم من إضافات في التنسيق تصل إلى حد استخدام الأقمشة الملونة أو الورود والزهور ليتحول المعرض من تشكيلي إلى عرض أقمشة ستائر أو باقات ورد.
هذه التكاليف تفاديا للرجوع بخفي حنين بعد المعرض وهذا ما شاهدناه في الآونة الأخيرة أن يعود الفنان أو الفنانة من معارضهم بلوحاتهم كما يقال (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) وهذه معضلة لا يمكن حلها أو إيجاد حلول لها في هذا الزمن الذي تكاثرت فيه سبل عرض اللوحات واستنساخها وكثافة محلات الإكسسوارات المنزلية التي تغص بما لذ وطاب من اللوحات من مختلف دول العالم وأبرزها الأعمال الصينية رخيصة الثمن مغرية الشكل براقة الألوان تجدها في كل زاوية ومنزل ومحل تحمل الجمال لكن لا تحمل الخصوصية أو الأصالة أو التفرد من قبل المقتني فقد يجد مقتني إحداها شكلا مماثلا لما اقتناه في محل حلاقة أو مطعم.
monif@hotmail.com