وهل تظن أنك لست مثلنا؟
جاء السؤال من أقدم سجناء الزنزانة..حاول أن يجيب..لكن السؤال بدا له محملا بأشياء وأشياء..
كان عمله يقتضى أن يذهب مع مطلع الفجر إلى السجن..حيث يمر عبر البوابة الحديدية, يخضع للتفتيش المعتاد.. ثم يمارس عمله الروتيني بلا توقف..حتى وقت العشاء.. يتناول الطعام مع السجناء.. يتجهون بعده إلى غرفهم الموصدة عليهم حتى تأتى بالفرج.. شمس يوم جديد.. يخضع هو للتفتيش المعتاد.. ثم يتجه سيرا إلى منزله القريب.. كان منزلا فقيرا.. لا يحوي من الأثاث سوى القليل.. ونافذة صغيرة مرتفعة..تطل على ذات الأرض الخربة التي تطل عليها الزنازين..
تثأبت الأيام في سعيها المكرور دون أن تصل لغاية.. وأغلال المكان تزداد إحكاما عليه.. لكنه أدرك في النهاية أنه لافكاك مما هو فيه إلا بعد انقضاء المدة التي تحددت حين تعاقد للعمل في ذلك البلد البعيد... شارك رفاق السجن حلمهم بالحرية الأسيرة.. خلف جدران السجن.