|
كتب - عايض البقمي
إنها المرة الثالثة في تاريخ الميدان العريق التي يسافر فيها قطار عز الخيل في محطته النهائية من عمره المديد ويحط رحاله بميدان الجنادرية.
البريــــد رزكـاب السعودي (سباق المنتجين) والذي احتضنه ميدان القلعة وبفرحة واستعداد لا نظير له كشف عن أسماء جديــدة ووجوه قادمة من خلال ثوبه المتجدد وكأن عز الخيل أصبح مثل العيد في كل عام يأتي بالجديد وبات بطل الدربي الكبير على موعد مع بطل واسم جديد وكأنها تطبق تلك المقولة (الشيء الأساسي في هذا العالم ليس إلى أيّ مكان قد وصلت الآن. لكن في أيّ اتجاه تتقدم). إنها دورة عز الخيل السنوية التي تتقدم باتجاه الحاضر واختصار المستقبل الزاهر تتلمذت على يدي معلمها ومؤسس كيانها «سلطان بن محمد» وهي تحذف الفشل من قائمة خياراتها.. لم تعر للسقوط أيّ اهتمام ولم تلتفت لمقولة «شكسبير» حين قال أكون أو لا أكون.. بل راهنت على كلمة «أكون» وروضت نواميس السباقات بقوانينها وأنظمتها المتحررة على طاولة نقاشها المفتوحة وتقبل الاقتراح والمشورة.
وبما أن دورة العز أيها الأصحاب أصدقاء وأحباب منظومة عمل متكاملة من الألف إلى الياء ونتاج تلاقح (فكر) و(مال) فإن النجاح لابد أن يحاكيها ويمد جسور وصالة ولا يجافيها .
لقد عاشت الجماهير الفروسية التي احتشدت عصرية الخميس الفايتة أحداثاً كرنفالية مشوقة وكان نجمها الكبير ميدان الجبيل وبطله ضراس، والذي هدّ الحيل في قمة الـ10 وفي تلك العصرية الفائتة كان الميدان العريق في عنفوان الشباب وهو يقدم برجاله الشباب لوحات الأبهار والتنظيم حاصداً ثمرة طموح وفكر رئيسه المثابر ومعززاً مكانته في الصدارة ما بين تلك الميادين وفي تلك العصرية الختامية غير الاعتيادية بكرم وسخاء مدات سلطان الميادين الندية كان كل من: (يعلا، غرتوب، لهاد مخاطرة، لافتة الأنظار، سحابة خير، مكهرب، رافع الراية ضراس).. نجوماً ساطعة وسفراء لميادينها فـــوق العادة حلقت في سماء ميدان الجنادرية وأمطــــــرت أصحابها بالكاش والنوماس!.
لقــد كانت النسخة الـ16 من دورة مونديال الميادين في مستوى الحدث الأبرز لعرس الميادين السعودية وهي تطوي صفحة من صفحاتها المطرزة بذهب النجاحات وحصد الإعجاب من كل الفئات الفروسية وكأنها تدين لذلك القول وتلك المقولة: (إن المدن تولد صغيرة وسرعان ما تصبح كبيرة بإنجازاتها وأنها تأتي بعدد ذلك مدهشة ومبهرة بمبادرات المبدعين من البشر).
ونسيت أن أهمس في آذان من لم يحضر تلك العصرية الممتعة وأقول لقد فاتك مشهد من مشاهد عدة والجماهير الحاشدة تدخل الرعب لتلك الخيول المتسابقة بحماستها ورمي عقلها وغترها ودون أن تبحلق نظراتها على ألوان شعاراتها التي كان يرتديها فرسانها لقد حضرت للمتعة وكانت بحق وحقيقة من أضفى على ذلك المشهد اكتمال الصورة وبمقاس 16 والنتيجة = 88 مليون شكر لمن غرس بين تلك القلوب الألفة عبر التجمع السنوي وتواصل المودة والمحبة.