إن القرآن الكريم محفوظ بعناية الله تعالى الذي أنزله على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون رحمة للعالمين، ونورًا يهدي إلى صراط مستقيم. وإن من حفظ القرآن والعناية به تدوينه في السطور، وحفظه في الصدور. وقد قامت هذه البلاد المباركة - حرسها الله - بالعناية بكتاب الله العظيم وسُنّة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - في صورة تعكس ما يسير عليه هذا البلد المعطاء من التمسك بهذا الدستور الخالد الذي نشأت عليه وتوحدت به وارتقت في سمائه المملكة العربية السعودية.
وإن من المؤسسات التي أولتها بلادنا المباركة الاهتمام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الذي يقوم بدور مهم في خدمة القرآن الكريم وأهله. ويأتي انعقاد «ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم»؛ ليؤكد هذا التوجُّه المبارك نحو العناية بدستور السماء، ونور الأرض، ورحمة العالمين.
تنطلق هذه الاحتفائية بمن زكت أناملهم، وارتقى فنهم؛ ليدبجوا أروع فنون الخط والرسم في كتاب الله في مهد القرآن، ومهبط الوحي المبين، في رحاب طيبة الطيبة. وتأتي هذه الاحتفائية تقديرًا لجهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتجليةً لتجاربهم ومناهجهم. ومن اللافت للنظر عناية الملتقى بسبل التوفيق بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي، وتشجيع المواهب والطاقات الواعدة حفاظًا على هذا الذوق العالي والفن الرفيع.
إن التعاطي مع كتاب الله سُنّة حميدة سار عليها قادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس - رحمه الله - وتوارثها أبناؤه الأوفياء من بعده، حتى أظلنا هذا العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فواصل الدعم والمسيرة لكل جوانب هذا الحمى المصون بدستور الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فشكر الله لولاة أمورنا هذه السُّنة الحميدة، وهذا الدعم المتواصل، وشكرًا لمن أسهم في انعقاد هذا الملتقى الذي يكرس للاهتمام بالقرآن الكريم، وشكرًا للقائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف نظير ما يقدمونه من خدمة لكتاب الله، وللإسلام والمسلمين.
حفظ الله علينا دستورنا الخالد، ووطنا الماجد، وقائد مسيرتنا، وراعي نهضتنا الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز.
* مدير جامعة الملك خالد بأبها