في الملتقى الذي نظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم خلال المدة من 12 - 28-5-1432هـ كان للمرأة في هذا الملتقى حضورها كما حضرت في الملتقيات السابقة كباحثة ضمن المشاركين في تقديم البحوث العلمية، وفي هذا الملتقى شاركت المرأة ببحوثها وبأعمالها الفنية في الخط والزخرفة وكخطاطات شهيرات للمصحف الشريف.
وجل اللائي شاركن ودعين للمشاركة هن عضوات في الجمعيات العامة والخاصة للخط العربي في بلدانهن وفي الجمعيات الإقليمية والدولية، ومنهن من جمعن بين العلم والفن كمحترفات في الخط والرسم وعضوات في هيئات علمية وكليات للفنون ومنهن من لها في هذا المجال عقود طويلة.
وخلال المعرض المصاحب والكتاب التعريفي للمشاركين في هذا الملتقى تيسر لي الاطلاع على العديد من اللوحات للخطوط والزخرفة وقد أبهجني وأدهشني هذا الأداء المتقن والذي جمع بين جمال المعنى وجمال المبنى في خطوط جميلة جذابة بالشكل واللون لآيات من القرآن الكريم لا أقول بأنهن نافسن إخوانهن من الرجال بل إن بعض اللوحات المقدمة تفوقت بها بعض النساء على بعض الرجال.
والخط والرسم علم وفن وكل العلوم والفنون أبدعت فيه النساء كما أبدع الرجال فيها النساء بأبحاثهن وخبراتهن ولا أدل على ذلك من حصد مجموعة من النساء لجوائز علمية في الفيزياء والكيمياء والطب بل وريادتهن وتحقيقهن لاكتشافات علمية سجلت بأسمائهن ولدينا ولله الحمد طبيبات سعوديات نلن الثقة العالمية بتفوقهن وريادتهن ومنهن على سبيل المثال لا الحصر، د. سلوى الهزاع، ود. وفاء القثامي، ود. خولة الكريع، وغيرهن الكثير.
وفي تاريخ أسلافنا هناك العديد من النساء الشهيرات اللاتي تعلم منهن الرجال الفقه والحديث ورجع إليهن في بعض المسائل.
ويتقدمهن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما فقد روت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها من الصحابة والتابعين أحاديث عديدة ومن سير الصحابيات والتابعيات هناك من اشتهرت بالفقه والحديث والقراءة وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبلها ذهب بعض أصحابه رضوان الله عليهم إلى الحبشة كان أي النساء مع الرجال في هذه الهجرات وحينما جاءت الفتوحات الإسلامية في مصر والشام والعراق ذهبت زوجات الصحابة وبناتهم مع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبقوا في بلاد الإسلام الجديدة رجالاً ونساء الرجال يعلمون الرجال والنساء يعلمن النساء، وهكذا كانت وستظل المرأة مع الرجل مؤدية لرسالتها ولدورها بل ومبدعة ومتألقة أيضاً.
خاتمة: في إحدى السنوات الماضية كانت إحدى طالبات مركز الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تدرس في قسم الشريعة وحصلت (ما شاء الله) في نهاية الدراسة على 96% متفوقة على المئات من الطلبة والطالبات وكان من بين هؤلاء من تم اختيارهم للإمارة والقضاء.
alomari1420@yahoo.com