يبدو أن تخصص الجماهير السعودية في تبرير الهزيمة أصبحت ظاهرة تأخذ مساراً عالمياً حتى أضحت ماركة خاصة بنا.. وعندما أقول ذلك فأنا أستند على (برودكاست) البلاك بيري ورسائل الإس إم إس من قبل أصدقائي المدريديين أو عبر صفحة الفيس بوك بعد أن صفعهم الظاهرة المجنون ميسي بهدفين أعادتهم للمربع الأول فعادوا لتبرير الخسارة ليلقون بها على حكم المباراة الذي عاقب بيبي على تهوره فطرده من الملعب وهو القرار الذي يستحقه أيضاً زميله في الفريق مارسيلو وفق رأي الخبير التحكيمي جمال الشريف الذي يرى أيضاً أن هناك ركلة جزاء لم تحتسب للبرشا.
أعود لمحور الحديث وهو ظاهرة عدم تقبل الجمهور السعودي للخسارة فبتنا متقوقعين حول أنفسنا ونردد الاتحاد الآسيوي يحاربنا والحكم ظلمنا وهناك مؤامرة تدور حولنا.. أي منطق هذا وأي تقوقع وأي غباء ولا سيما عندما يكون الأمر واضحاً وهنا أقصد عندما تكون الأخطاء تقديرية وليست بترصد أو شيء من هذا القبيل.
هنا أريد أن أذكر بأن حكم مباراة مانشستر يونايتد وشالكة في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا هو نفسه الحكم الذي أدار نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والوحدة، فهل كان حكم ذلك النهائي أيضاً من فئة (ب) أو (د) مثلاً؟!
أعود وأقول: علينا أن نرتقي بأنفسنا وبعقولنا وأن نحاكي العالم وأن نلعب كرة قدم ونترك الهرج والمرج لكي لا يؤثر ذلك على اللاعبين الذين يتأثرون بالمحيط الخارجي، فبدلاً من أن يكون مجهودهم في لعب كرة قدم يكون مجهودهم الذهني مع الحكم وأخطائه.. وقد يقول البعض إن هذه الظاهرة موجودة عالمياً، وهنا أقول: هي مجرد كلام ظاهر من مدرب يبحث عن إثارة ولعل إيقاف السير فيرجسون بتاريخه العريض خمس مباريات في الدوري الإنجليزي بسبب حديثه عن أخطاء التحكيم بعد لقاء فريقه بتشيلسي يؤكد أن العالم الأول كروياً يرفض مثل هذا الفكر والدليل ما نشاهده في الملعب من تركيز عالٍ وتطبيق محكم للخطط لا التدافع نحو حكم أو نحوه.
AHMAD2MAN@HOTMAIL.COM