مرة واحدة ظهر التناقض والتعارض بين (الوليه الفقيه) الذي يسمونه في إيران (مرشد الثورة) ورئيس الجمهورية الذي يفترض أنه منتخب من الشعب.
ذلك الاختلاف ظهر في الأعوام الأولى للثورة الإيرانية حينما اصطدم الرئيس المنتخب أبي الحسن بني صدر مع الخميني الذي استطاع أن يعزله عن الرئاسة بل وكان يخطط أن يقدمه للمحاكمة لمعاندة الإمام إلا أنه استطاع الفرار إلى فرنسا حيث لا يزال يقيم هناك.
الآن تتكرر الصورة وإن لا زالت في بداياتها، فعلي خامنئي الذي يشغل منصب مرشد الثورة الذي هو ولي الفقيه وهو حسب ما يطلبونه من أتباعهم وكيل المهدي حتى يخرج الإمام المنتظر، ولذلك فإن على الجميع أن يطيع أوامره وكل من يخالف ذلك يخالف الأساس العقائدي لمذهب ولاية الفقيه وهو حسب ما يؤكده جماعة خامنئي معاند للإمام المهدي، بل يمكن اعتباره مرتداً على تعاليم المذهب ولهذا فإن معاندة أحمدي نجاد لـ(ولي الفقيه) تصل عند أنصار هذا الولي إلى مستوى (الردة) وبخاصة أن نجاد عرف عنه طاعته العمياء لهذا الولي فما الذي جعله يتمرد ويظهر معاندة ومعاكسة جعلت أكثر من مئة نائب في مجلس الشورى الإيراني يلوحون بالبدء في إجراءات إقالة (الرئيس المنتخب) فطلب هؤلاء المئة نائب باستجواب أحمدي نجاد يذكرنا بالبداية التي استهلت اجراءات عزل بني الصدر.
حتى الآن لا يعرف موقف (الرئيس المنتخب) الذي عزل نفسه طوال أسبوعين وينتظر أن يتحدث للتلفزيون الرسمي بعد أيام، قد يفصح في هذا الحديث عن موقفه أو قد يميع الموقف لتجاوز الصدام مع (ولي الفقيه) المعزز بالحرس الثوري الذي هو من أوصل نجاد للرئاسة وهو من أشرف على تزوير الانتخابات لصالحه فهل يجرؤ على مواجهة كل هؤلاء؟!!
jaser@al-jazirah.com.sa