أضفى القرآن الكريم على اللغة العربية سؤدداً وبهاءً وعزة ومكاناً كما أضفى على الخط العربي رونقاً وجمالاً، وفي المعرض الخاص بجماليات الخط العربي وأدواته وزخرفته المقام على هامش الملتقى الأول لأشهر خطاطي المصحف الشريف الذي تحتضنه مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، جاءت شواهد ودلالات على ذلك فمن قدر له رؤية المناظر الجميلة من أنهار وواحات خضراء وأمور جمالية أخرى صنعها البارئ -عزَّ وجلَّ- ومن له أدنى ذائقة جمالية سيتوقف بكل تأكيد أمام العديد من اللوحات المعروضة في هذا المعرض، أو أمام اللوحات الأخرى التي رسمتها أنامل هؤلاء الخطاطين المبدعين رجالاً ونساء.
ولا أدري هل أحدثكم عمّا هو منجز من سنوات عديدة قد تصل إلى العشرات وتمت إعادة تصويرها وطباعتها إلكترونياً أم عن اللوحات التي يرسمها الخطاطون في الحال بكل دقة وإتقان وجمال جذاب يسحر الألباب.
حدثني أحد الخطاطين قائلاً: إن جمال الخط العربي وخصوصاً الآيات القرآنية قد استوقفت غير المسلمين في المعارض العالمية المقامة في أوروبا، بل ونالت جوائز في محافل دولية، وذلك من فضل الله -سبحانه وتعالى- ثم هذا الجمال في الآيات نفسها التي ألهمتنا نحن الخطاطين برسمها، وأهم من ذلك أن الخطوط العربية الجميلة والمزخرفة للقرآن الكريم كانت سبباً في هداية بعض المهتدين للإسلام، فكما جذب صوت المقرئين وحلاوة القرآن وعذوبة الصوت من استمعوا إليه فقد كان رسم القرآن سبباً في اقتناء لوحات زخرفية لبعض الآيات، ثم تحول هذا الإعجاب بالخط إلى طلب ترجمة لمعاني القرآن الكريم لمعرفة هذه الآيات وتفسير معانيها ثم انتهى الأمر بهداية هؤلاء ولله الحمد والمنة.
alomari1420@yahoo.com