حرَّك مهرجان الورد بالطائف، قريحة العديد من الشعراء، وجيوب الكثير من المستثمرين، وذلك لأن ورد الطائف أحلى من كل ورد. أي أنه يستاهل الشعر ويستاهل الاستثمار. ويبقى في عقولنا شيء من التحفظ على التعامل مع الورد. ففي الوقت الذي أشم فيه رائحة البصل والثوم المنبعثة من جاري الذي يصلي إلى جانبي كل يوم، أجده في كل مناسبة، يهاجم الذين يعبرون عن فرحهم، من خلال الورد. وهذا لا يعني أنني أؤيد ورود عيد الحب، وعدم تأييدي ليس خوفاً من أحد، بل من قناعتي أن الحب ليس له يوم، لا أكثر ولا أقل.
الورد أيها الأصدقاء، واجهة من الواجهات التي خلقها الله، لكي تجعل الحياة أجمل وأكثر عطراً، ولنا في سيرة رسولنا المعطرة، صلوات الله وسلامه عليه، إسوة حسنة. فكم حث على الطِيب، وكم نهى من النباتات الخبيثة (هكذا يسميها) التي تُصدر الروائح الكريهة، وذلك لأن الملائكة تكرهها، فلماذا كل هذا التشنج ضد الورد، كتعبير عن رونق الحياة الجميل والعبِِق بالروائح الزكية؟؟ وربما لو راجعنا إهداءات أكثرنا للمرضى وللمحتفلين، بمن فيه أولئك الذين يختلفون مع الورد، لوجدنا أن الورد هو أكثر الخيارات قبولاً.
أنا هنا لا أتداخل مع أحد في المسائل الفقهية. أنا ببساطة، أدعو إلى عدم حرمان عشرات ألوف الناس من الذين يعيشون على زراعة الورد، من الاسترزاق في هذا المجال الذي أحله الله، قبل أن يحرمه أحد.